الحلقة: غير ذي عوج - الحلقة 19 || نبي الله سليمان.
في هذا الجزء ستمر علينا قصة نبي الله سليمان، وإن في هذه القصة تذكرتان: الأولى هي ماحدث مع الهدهد، حين تفقد سليمان الطير فقال: مالي لا ارى الهدهد أم كان من الغائبين؟ عاد الهدهد وقال: أحطت بما لم تحط به، وجئتك من سبأ بنبأ يقين، "إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ"، حضارة سبأ تلك الحضارة المشهورة بمدنيتها وتطورها، فعلآ أبهرت الهدهد لكن هذا الإنبهار لم يشغله أبدآ عن حقيقة أولئك القوم فقال: "وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ"، هذه حقيقتهم وزين لهم الشيطان أعمالهم، فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون، "أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ"، التذكرة الثانية: هي حين بعث سليمان بكتابه الى ملكة سبأ، فقالت: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة، وكذلك يفعلون، " وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ"، قالت: لعلي أرسل إليهم بهدية تلين قلوبهم، لكن نبي الله سليمان‑عليه السلام‑، كان سياسيآ حاذقآ فطنا، فقال: "فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ"، فعلم أن وراء كل هدية تنازلآ، فكان رده ذلك الرد الحازم، ارجع اليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها.
هذا هو ردنا.
| #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة |
الفئات:
شهر مضان » اللهم إني صائم
