فقرة من كتاب - الحلقة 18 || حبل الله أم تراب الأوطان؟
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
يقول حزب التحرير في كتاب نظام الإسلام:
وبعد أن بين فساد الروابط الوطنية والقومية والمصلحية يقول:
ولذلك لا تصلح جميع الروابط سابقة لأن تربط الإنسان بالإنسان في الحياة حين يسير في طريق النهوض، والرابطة الصحيحة لربط بني الإنسان في الحياة هي رابطة العقيدة العقلية التي ينبثق عنها نظام، وهذه هي الرابطة المبدئية.
تعليق سريع على هذا الكلام سريع أقول:
المعروف لكل قارئ مبتدأ لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ يقيم العلاقات بين الناس في مجتمع المدينة على أساس العقيدة الإسلامية ودعا أهل المدينة أو المسلمين تحديدا ليتآخوا في الله أخوين أخوين، أخوة يكون لها الأثر الملموس حقيقة في معاملاتهم وأموالهم وجميع شؤونهم، فما هي المسافة حقيقة بين نهج النبي صلى الله عليه وسلم في توحيد صف الناس وجمعهم على أساس وغاية مشتركة وواقع مجتمعنا اليوم هذا هو السؤال؟
أجاوب وأقول:
المسافة شاسعة فالتفرق في المجتمع حاصل ولا في جدال في هذا الموضوع ويأخذ هذا التفرق صور مختلفة منها الطائفي والعنصري وحتى العائلي، بل إن من صور التفرق عندنا في البلد في الكويت باعتبارات حقيقة تافهة، اعتبارات حسب التواريخ قدوم الآباء والأجداد للبلد، أو اعتبارات حسب درجة الجنسية أولى ثانية ثالثة سابعة، أو حتى حسب مكان الهجرة من العراق من إيران من سعودية إلى آخره، وغير ذلك من تقسيمات حقيقة مضحكة مبكية من الواضح أن المجتمعات من بلاد المسلمين تعاني من استقطابات حادة ومزمنة حقيقة وفيه فيها قابلية لتفكك والتحلل لسهولة إلى عناصر أولية تبرز فيها شعارات وأفكار لم تنجح الدول أو الدولة في إذابتها في يعني في أمر جامع، الشيء يلي يدفع لإن توضع الصيغة الحالية للربط بين أفراد المجتمع على بساط البحث هذا أقل ما يقال البحث عن أسباب ضعف الرابطة المجتمعية الوطنية، والبحث عن الصيغة الصحيحة للربط بدلا من إصرار الجميع أو أغلبية الناس على وحدة وطنية والتغني بها بما لا يتجاوز الغناء والألحان.
على عجالة أقول:
إن الرابطة الصحيحة التي تصلح لأن تربط الإنسان بالإنسان هي الرابطة العقائدية التي ينبثق عنها نظام يعالج مشاكل الإنسان في حياته، كل المشاكل وينظم علاقات الأفراد في المجتمع الواحد كالنبي صلى الله عليه وسلم هاجر إلى المدينة في الوقت يلي كانت فيه غارقة في حروب دامية ونزاعات قبلية، استمرت لسنوات عديدة ولم تتوقف هذه الحروب إلا بعد دخول الإسلام إليها والتفاف الناس حول العقيدة الواحدة عقيدة التوحيد، قال تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آيته لعلكم تهتدون" آل عمران
فالاعتصام بحبل الله المتين هو الذي يجعل المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تتداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر
خلاف ذلك هو ما نشاهده اليوم في مجتمعات المسلمين، هذا وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أعداد وتقديم: المهندس أسامة الثويني
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
#الواقية
#قناة_الواقية
الفئات:
شهر مضان
فقرة من كتاب
قنوات:
شهر رمضان
