الحلقة: فقرة من كتاب 8 ينهض الإنسان بما عنده من فكر.
إعداد وتقديم: م. أسامة الثويني
المقدمة:
وضع حزب التحرير ثقافة إسلامية صافية نقية، تلزمه للإقناع الأمة بمشروعه الكبير، وهو استئناف الحياة الإسلامية، وتلزمه حين ينجح باستلام الحكم على وعي وعلى بصيرة, ومن تلك الثقافة، ما يتعلق بنظام الحكم والنظام الإقتصادي والأموال، والنظام الإجتماعي, والتعليم المنهجي، وغير ذلك الكثير،
وإننا في هذه السلسة "سلسلة فقرة وتعليق" نحاول التقاط بعض الأفكار من تلك الكتب، مع بعض الخواطر السريعة
أقدمها للمشاهد الكريم لعلها تكون دافع للرجوع له الى تلك الكتب والاستلزامة منها، لتشكيل تصورعام للحياة الإسلامية، التي يعمل حزب التحرير لإستئنافها.
الفقرة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، يقول حزب التحرير في كتاب نظام الإسلام، في بداية الكتاب:
ينهض الإنسان بما عنده من فكر عن الحياة والكون والإنسان وعن علاقتها جميعها عن قبل الحياة الدنيا وما بعدها، فكان لابد من تغير فكر الإنسان الحاضر تغيرآ أساسيآ شاملآ، وإيجاد فكر آخر له حتى ينهض، لأن الفكر هو الذي يوجد المفاهيم عن الأشياء، ويركز هذه المفاهيم، والإنسان يكيف سلوكه في الحياة بحسب مفاهيمها عنها، فمفاهيم الإنسان عن شخص يحبه تكيف سلوكه نحو، على نقيض من سلوكه عن شخص يبغضه وعنده مفاهيم البغض عنه، وعلى خلاف سلوكه مع شخص لا يعرفه ولا يوجد لديه أي مفهوم عنه، فالسلوك الإنساني مربوط بمفاهيم الإنسان، وعند إرادتنا أن نغير سلوك الإنسان المنخفض ونجعله سلوك راقيآ لابد من أن نغير مفهومه أولآ.
قال –الله تعالى‑: " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ". انتهى.
التعليق:
كتعليق سريع أقول: نعم لقد اعتنى حزب التحرير بقضايا الفكر والتفكير، عناية فائقة، واعتبر أن نهضة المسلمين الصحيحة لا تكون إلا بالفكر واستعادت ثقة بصلاحية الإسلام للحكم، ولإن يكون نظام حياة الأمة، ذلك أن من التضليل اعتبار أن قضية الأمة قضية إقتصادية، لأن هذا يعني الفقر هو سبب إنحطاط الأمة، والغنى هو سبب رفعتها، وهذا باطل لا شك في بطلانه فالغنى لا ينهض بالفرد ولا ينهض بالأمة لأن النهضة الصحيحة هي الأرتفاع الفكري على أساس روح، كما أن الإقتصاد حتى ينمو وينتقل الى الزراعة مثلآ الى الزراعة والصناعة لابد له من حافز حاد يحفز الأمة على السعي للإقتصاد، وهذا الحافز الحاد لا ينبثق إلا عن فكر، ومن السطحية أن يقال أن قضية النهضة هي قضية تعليم وعلوم، لأن الواقع أن الأفكار هي الحافز والعلوم إنما تتأثر بالأفكار ارتفاعآ وانخفاضآ، وتتأثر بالأفكار وجودآ وعدمآ، والذي يسير الحياة هو الأفكار وليس العلوم، كما أن معظم الحقائق العلمية التي اكتشفتها الأمة يمكن أن تهتدي إليها مرة أخرى إذا فقدتها دون أن طريقة تفكير، أما إذا فقدت طريقة تفكيرها وفكرها فإنه سرعان ما ترتد إلى الوراء وتفقد ما لديها من مكتشفات ومخترعات، على أن الأمة بالإضافة إلى هذا وذاك، على أن الأمة الإسلامية فيها من المتعلمين والمثقفين، عدد ضخم، يعد بمئات الألوف ومع ذلك لا تزال متأخرة في الإكتشافات والإختراعات، لماذا؟ لأنه لا يوجد فكر يسير هذه المعارف والعلوم نحو غاية معينة، فيدفعها الى الأمام لخدمة تلك الغاية السامية، من غير الدقة كذلك أن يقال أن القضية قضية النهضة، قضية الأمة، هي قضية تشريع وقوانين، لأن هذا يعني أن القوانين هي أساس الحياة، وأساس الدولة، وهذا غير صحيح، فإن القوانين والأحكام هي معالجات للمشاكل اليومية التي تحدث مع البشر منبثقة عن وجهة النظر في الحياة، فالأصل هو وجهة النظر التي خرجت عنها أو استنبطت منها هذه القوانين، وليس القوانين ليس القوانين هي الأصل، فالقضية هي قضية ثقة بالقوانين والتشريعات، وهذا لا يكون إلا من خلال استناد هذه التشريعات على عقيدة صحيحة، حتى تكون الثقة ذاتية من الشعوب لهذه التشريعات والقوانين، الملخص من هذا الكلام: باختصار أقول: أن قضية نهضة الأمة الإسلامية اليوم ليست هي قضية تقوية اقتصاد، ولا إيجاد تعليم وثقافة، ولا هي إصلاح تشريع وإيجاد دستور وقوانين لها، وإنما القضية هي ربط عقيدتها بدستورها وقوانينها.
هذا وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
https://www.youtube.com/playlist?list=PLkBCHbLpp6nYWZ3u90VdOnbvYN6Ltzmp0
==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==
| #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة |
www.alwaqiyah.tv
facebook.com/alwaqiyahtv
[email protected]
الفئات:
متفرقات
فقرة من كتاب
