الحلقة: علماء الخليج وخيانة الحكام.
إعداد وتقديم: د.عثمان البخاش.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ونرحب بكم في كلمات أخرى من برنامج ‑اضاءات‑
هذه المره نسلط الضوء على ما جاء في تقرير منظمه اليونسف الذي ألقاها المدير الأقليمي في المؤتمر الذي عقد في مدينة الرياض في المغرب, الذي نشر في نتائج هذه الدراسة التي أجريت في احدى عشر بلدآ, في منطقة شرق الأوسط, وخلصت فيه الى أن:
تسعة وعشرين مديونآ من الأطفال يعانون من الفقر المتقع ويعيشون في ظروف صحية دون الحاجات الأساسية الضرورية للحياة الصحية اللائقة.
ودعت الى ضرورة العمل على انقاذ هؤلاء الأطفال, مما يحيق بهم من خطر الامراض والأوبئة, ونتيجة هذه الظروف المعيشية,
هذا الخبر يتزامن مع ما نشرته منظمة اليونسف أيضآ على تفشي وباء الكوليرا في اليمن, والذي تسبب حتى الآن في وفاة مئتين وتسعة من الضحاياه في اليمن, مع معرفتنا بأن وباء الكوليرا شديد العدوى, وعادة ما ينتشر في المياه الملوثة, كما دعت منظمة ‑أوكسفام‑ الإنسانية في بريطانيا الى ضرورة وجود تمويل دولي لوقف تفشي هذا الوباء وباء الكوليرا في اليمن.
هذه الانباء تأتي مع مانقلته اليوم وكالة الأخبار الفرنسية‑أي‑أف‑بي‑ من قيام ووقوع غارة جوية, من تحالف في اليمن تسبب بمقتل ثلاثة وعشرين من المدنين, ما تضمن بين أطفال ونساء قرب مدينة تعز.
إذآ من جهة نسمع عن عقد القمة المرتقب القادم في الرياض, حيث سيقوموا باستقبال طاغية البيت الأبيض ترامب, ويستقبلونه في السجاد الأحمر, واقامة العزائم, والولائم, والطبل والزمر, وما شاكل, ثم تعقد له الإجتمعات لقاء قمة تجمعه مع ملك السعودي, قمة أخرى تجمعه مع قادة مجلس دول التعاون الخليجي, قمة أخرى تجمعه مع قادة سيقدمون من ستة وخمسين بلدآ مسلم, كل هذا طلبآ لمرضاته, بينما كما صرح مصدر في البيت الأبيض, تجري الصفقات الآن لعقد صفقة بمئة مليار دولار لتزويد السعوية بالسلاح, من دبابات وغيرها, وطائرات , وما شاكل .
هذه الصفقات مئة مليار دولار, وقابل للزيادة الى ثلاثة مئة مليار دولار خلال العشرسنوات القادمة, هذا السلاح هل سيستخدم لتحرير الأقصى, لتحرير فلسطين, لتحرير شيشان وكشمير؟
كلا وحاشا, هذا تحرير هذه الأراضي المحتلة لا توجد في قواميسهم, طبعآ هذا ينطبق على بقية حكام الخليج الذين يتسابقون ويتنافسون في عقد صفقات تضم مئات مليارات الدولارات مع دول, مع فرنسا بريطانيا ألمانيا وغيرها, كلها لا لتنفق في سبيل الجهاد في سبيل الله ونشر دعوة الإسلام, وإنما لمقاومة ما يسمى‑ الخطر الإيراني‑ المزعوم مما يذكرنا بالحرب التي دارات على مدى ثمانية سنوات من ألف وتسعمئة وثمانين الى ألف وتسعمئة ثمانية وثمانين, بتشجيع من الدول الغربية فأدت الى قتل مئات الألوف من المسلمين, سواء كانت في العراق او ايران, كل هذا بينما أطفالنا أيضآ من لم يمت منهم نتيجة الأمراض الصحية أو بداء الكوليرا فأيضآ تأتي الغارات الجوية لتقضي على بقية الباقية منهم.
‑سبحان الله العظيم‑ هذا يفرض علينا التوجه بالنداء الى العلماء الذين لديهم ذرة ايمان لدين الله, ونذكرهم بواجبهم الشرعي, نذكرهم بواجبهم الشرعي, بأن يصدعوا بكلمة الحق, ويأخذو على أيدي هؤلاء الحكام السفهاء, ونذكرهم بقول رسولنا‑عليه الصلاة والسلام‑
الذي جاء بالحديث الصحيح:
((والذي نفسي بيده لتأمُرنّ بالمعروف ولتنهوُنّ عن المنكر أو ليوشكنّ الله أن يبعث عليكم عقاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم))
الرسول‑صلى الله عليه وسلم‑ يقسم بالإيمان المغلظة ويأكد, ثم يكرر التأكيد بضرورة الوجوب بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وأول ذلك محاسبة هؤلاء الحكام الظلمة, الذين باعوا البلاد والعباد, ويسعون في طلب مرضاة قادة الكفر, ومن ذلك كما مر معنا ما قام به ولي ولي العهد السعودي, حينما زار واشنطن وتعهد بإنفاق مئتين مليار دولار, تصب لإنعاش الإقتصاد الإمريكي, كل هذا مع علمنا حق العلم بأن الموازنة السعوديه تعاني من عجز بلغ اربعة وثمانين مليار دولار, ولذلك تلجأ السعوديه, لا أن تسحب بعض ما لديها من موجدات مالية في الغرب وفي امريكا بذات, فهذا أمر محظور لديها, وإنما تلجأ لتغطية هذا العجز, ولتغطية هذه الصفقات بعشرات المئات المليارات من الدولارات!
تلجأ الى الإستدانة من أسواق المالية بالفوائد الربوية فالعام الماضي طرحت ستندات مالية بقيمة سبعة عشر مليار ونصف المليار دولار في الأسواق الدولية, والعام الذي قبله طرحت خمسة وثلاثين مليار ريال في الأسواق المالية المحلية من قبل البنوك العاملة في السعودية بالفوائد الربوية.
‑سبحان الله‑ هذا عار عظيم ندعوكم ياعلماء المسلمين وأولكم في دول الخليج, أن تصدعوا بكلمة الحق وتأخذوا على أيدي هؤلاء الحكام السفهاء, الذين خانوا الله ورسوله والمؤمنين, فتصدعوا بكلمة الحق.
ونذكركم بقول الرسول‑عليه الصلاة والسلام‑ ( أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر) وفي حديث آخر حينما سأل رجل الرسول-صلى الله عليه وسلم- أي الجهاد أفضل؟ قال: "كلمة حق عند ذي سلطان جائر".
ونذكركم بقول-صلى الله عليه وسلم- سيد الشهداء حمزة, (ورجل قام الى امام جائر فنصحه فقتله).
هذا ما يجب علينا أن نذكركم به, وما يجب علينا أن ننبه الى أمة الإسلام جميعآ, أمة المسلمين جميعآ, أن يحثوا هؤلاء العلماء على قيام الواجب الشرعي بالأخذ على أيدي هؤلاء الحكام السفهاء, الذين يسارعون في مرضاة قادة الكفر, ويبذرون ويصرفون هذه الثروات, ثروات المسلمين لا لمعالجة الأمراض والظروف الحياتية التي نعاني منها, بل لصب حمم القتل والدمار في بلاد المسلمين, هذا ما وجب علينا أن نذكركم به, والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
<!--[if gte mso 9]>
الفئات:
إضاءات
