خواطر شامية: في رعاية ربك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أول ما نزل من القرآن: "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ {1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ {2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ {3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ {4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ {5}"، اقرأ باسم ربك كلمة (ربك) لو دقننا فيها في القرآن، وراجعنا المعجم المفهرس بالقرآن لوجدنا أنها تكررت أكثر من مئتي مرة، حوالي مئتين وأربع مرات والملاحظ أن كلمة ربك أكثر ما وردت في القرآن المكي، ووردت في القرآن المدني قليلا، لماذا هذا التفاوت في تكرار كلمة ربك؟ لو دققت النظر أنه في المرحلة المكية هناك صراع فكري، كفاح سياسي ضد النظام القائم في مكة متمثلا بالملأ الأعلى من كفار قريش، فكان النبي –عليه الصلاة والسلام- بحاجة إلى عناية من الله –عز وجل-، عناية مباشرة من الله –عز وجل-، لأن كلمة الرب من (كما نقول بالعامية) رب المنزل، وربة المنزل، ورب العمل أي الذي يقوم بشؤونهم، الذي يرعى شؤونهم، فكلمة الرب من معانيها الذي يرعى الشؤون، فكان النبي –عليه الصلاة والسلام- بحاجة إلى رعاية خاصة من الله –عز وجل- في موضوع الصراع الفكري، والكفاح السياسي، حتى في القرآن المدني لو دقننا النظر لوجدنا أن الآيات وليس ها هنا مجال سردها، أن الآيات التي ذكرت فيها كلمة ربك ويخاطب بها النبي –عليه الصلاة والسلام- في موضوع الصراع مع الآخرين سواء عسكريا أو فكريا، لذلك كان لزاما على كل ساعي للتغير لتغير هذه الأنظمة، ولإزالتها، ولإقامة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة أن يستذكر أن الله –عز وجل- يحوطه ويرعاه برعايته وأنه في كنف الله –عز وجل-، وأن الله –عز وجل لن يضيعه، وأن الله –عز وجل- سوف ينصره ويرعاه كما نصر محمدا –عليه الصلاة والسلام-، وكما رعاه من قبل في طريقه لتغير المجتمع وإقامة الدولة الإسلامية الأولى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ معاوية عبد الوهاب
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
@قناة الواقية
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
الفئات:
خواطر شامية
قنوات:
برامج الواقية
