المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية ووثيقة الأزهر والفاتيكان:هل أُريدَ بهما وجهُ الله تعالى؟ أم وجوه شياطين المجتمع الدولي؟ أحمد القصص في إمارة أبوظبي وتحت رعاية وليّ عهدها نظّم مجلس حكماء المسلمين مؤتمرًا بعنوان المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية، بمشارك...
قناة,الواقية,حوار الأديان,أبو ظبي,الإمارات,الفاتيكان,الأزهر,شيخ الأزهر,بابا الفاتيكان,مصر,السيسي,الإسلام,الأخوة الإنسانية,مؤتمر,البابا فرنسيس,بن زايد,آل نهيان,آل مكتوم,أمير أبو ظبي,قداس
"المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية" و"وثيقة الأزهر والفاتيكان":
هل أُريدَ بهما وجهُ الله تعالى؟ أم وجوه شياطين المجتمع الدولي؟
أحمد القصص
في إمارة أبوظبي وتحت رعاية وليّ عهدها نظّم "مجلس حكماء المسلمين" مؤتمرًا بعنوان "المؤتمر العالمي للأخوّة الإنسانية"، بمشاركة قيادات دينية من شتّى الأديان وشخصيّات فكرية وإعلامية من مختلف دول العالم. وقالوا إنّه يهدف إلى إرساء قاعدة جديدة للعلاقات بين أتباع الأديان والعقائد تقوم على احترام ثقافة التعدّد والاختلاف وتوطيد أواصر الأخوّة بين الناس وبناء الثقة المتبادلة ومواجهة التحدّيات التى تعيشها الإنسانية وتواجهها لتحقيق السلام والازدهار. وبالتزامن مع هذا المؤتمر زار بابا الفاتيكان الإمارات مشاركًا في المؤتمر، وترأّس قدّاسًا شارك فيه عشرات الآلاف من النصارى الكاثوليك. وأبرز ما جرى في هذه المناسبة توقيع ميثاق بين الأزهر والفاتيكان تحت عنوان: "وثيقة الأخوّة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك".
أخطر ما في هذا المؤتمر أنّه يمعن في تجاوز هدي النبيّ عليه الصلاة والسلام ووصيّته القاضية بأن تقتصر جزيرة العرب على الإسلام دون غيره، وأن يكون وجود أهل الأديان وجود أفراد مؤقّتًا لا وجود طوائف وملل، فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) أخرجه مالك في الموطأ، وقال صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: (لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب حتّى لا أدع إلّا مسلمًا) أخرجه مسلم. ولكنّ حكّام دويلات الخليج ممعنون في تحدّي الوصيّة النبويّة باستمرارهم في إنشاء الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين، بل وفي تنظيم القداديس العملاقة لهم.
الأمر الخطير الثاني هو مساواة الإسلام دين الله الحقّ وخاتم الرسالات السماوية بسائر الأديان، ما كان منها سماويًا في أصله ثمّ حُرّف وما كان وثنيًا! والافتراض أنّه بإمكان الإسلام أن يتوافق مع سائر الأديان - ولا سيّما مع الكاثوليكية التي وقّع معها شيخ الأزهر "وثيقة الأخوّة الإنسانية"- على نظرة واحدة لحلّ مشكلات العالم والوصول به إلى غايته المنشودة في هذه الحياة! تحت عناوين هي من صلب الحضارة الغربية وثقافتها، كالحرّيات العامّة ومفهوم المواطنة. كما تكرّرت في الوثيقة عبارات "محاربة الإرهاب" دون تحديد لتعريف الإرهاب، بل بالتلميح إلى شموله كلّ من يحمل السلاح مستندًا إلى مفاهيم وقناعات من دينه، ما يعني تكريس المفهوم الغربي للإرهاب الذي يطال كلّ مسلم حمل السلاح مجاهدًا أو مدافعًا عن نفسه وماله وعرضه.
ثمّ إنّ من يقرأ عناوين المؤتمر ومضامين الوثيقة الصادرة عن الأزهر والفاتيكان، يجد أنّه سمى أهل الأديان جميعًا بالمؤمنين دون تمييز، فقصر دلالة الإيمان على الجانب المشترك بين الأديان الذي هو الإقرار بوجود الخالق سبحانه! كما يفهم بوضوح ودون أيّ التباس، أنّ الإسلام وسائر الأديان صاحبة نظرة واحدة إلى الحياة، وأنّ عليها جميعًا أن تبحث عن خلاص البشرية بالتعاون مع رجالات الفكر والفلسفة والسياسة والقانون والفن! بينما يقرّر الإسلام حقيقة لا مراء فيها، وهي أنّ الإيمان في نظره هو "الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر". وعليه فإنّه ليس مؤمنًا في نظر الإسلام من يقول إنّ الله هو المسيح ابن مريم، ولا من يقول إنّ الله ثالث ثلاثة، ولا من يكفر بنبوّة محمّد عليه وآله الصلاة والسلام وبالقرآن كتابًا من عند الله تعالى.
كما أنّ تصوير الإسلام للحياة يخالف بشكل أو بآخر كلّ الأديان، فتصوير الإسلام هذا للحياة منبثق من عقيدته التي تصوّر فكرته الكلّية عن الحياة الدنيا وعمّا قبلها وعمّا بعدها وعن علاقتها بما قبلها وعلاقتها بما بعدها. فالإسلام جاء ليمزج المادّة بالروح من خلال تسيير أعمال الإنسان كلّها بأوامر الله ونواهيه، ولأجل ذلك شرع نظامًا شاملاً ومكتملًا للحياة والمجتمع والدولة، الأمر الذي لا وجود له في أيّ دين من الأديان التي استدعاها مجلس حكماء المسلمين. وعليه فإنّه من الجور والتحريف والتدليس والإهانة للإسلام تصويره على حدّ سواء مع سائر الأديان المخالفة له في نظرتها إلى الحياة والخالية من أيّ مضمون تشريعي وحضاري ينافس سائر الحضارات، خلافَ الإسلام الذي ينتصب وحيدًا من حيث هو مشروع حضاري منافس لحضارة الغرب المهيمنة في عصرنا هذا.
إنّ الأصل في العلاقة بين حَمَلة الأفكار والأديان المختلفة ليس البحث عن العناصر المشتركة فيما بينهم والوقوف عند هذا الحدّ، ليجامل بعضهم بعضًا وليقولوا للناس نحن متفّقون على كثير من القضايا، بينما الحقيقة أنّهم مختلفون في الأسس وفي القضايا الجوهرية. بل الأصل في هذه العلاقة أن يعرض كلّ منهم ما عنده من عقائد وأفكار ناصبًا الأدلة والبراهين العقلية عليها توصُّلًا إلى إثبات الحقّ والحقيقة. وعليه فإنّ الأصل في علاقة المسلمين بغيرهم من الناس، حرصًا عليهم وإخلاصًا لهم، أن يدعوهم جميعًا، دون أيّ شكل من أشكال الإكـــراه، إلــى الإســــلام بوصفه رســــالة الله الخاتمة للرســـالات الســابقة. وذلك مـــن خـــلال نصب الأدلّة والبـراهيـن العقلية القاطعة الدالّة عــلى أنّ القرآن هو كــتاب الله وأنّ محمّدًا هو رسول الله. قال تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (الأعراف:158). وقال سبحانه: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران:85). وهذا هو المعنى نفسه الذي دل عليه قوله تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} (آل عمران:64).
إنّ العقيدة الإســلامية تـحرّم عـلى المسلمين التسوية بين دينهم وأيّ من الأديان الأخـرى، إذ الدين الحقّ في اعتقاد المســلمين هو الإســلام دون غـيـره. قـال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْا وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ}. (آل عمران).
إنّ التسوية بين الإسلام وأيّ دين كان هو بدعة خَطِيرَة لم يجرؤ عليها في التاريخ الإسلامي لا حاكم مسلم ولا عالم شريعة. وليس من حقّ بشر في الدنيا أن يزيل الخطوط الفاصلة التي تميّز الإسلام ممّا سواه من الأديان. قال تعالى: {وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} (البقرة42). ولقد نأى القرآن الكريم بالإسلام عن سائر الأديان، فقال تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ}.(الكافرون:6). وجعل شريعة الإسلام ناسخة لشرائع الأنبياء السابقين، فقال سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ}.(المائدة:48).
وممّا أعلَنوه أنّ الغاية من المؤتمر والوثيقة تعزيز العيش المشترك بين المسلمين وأهل الأديان. وردًا عليهم نقول:
لقد أعطى الإسلام المثال الأعظم والأروع في تاريخ البشرية في التسامح مع غير المسلمين. فقد شرعت الشريعة الإسلامية اشتراك المسلمين وغيرهم من أهل الأديان بالعيش معًا في ظل نظام يرعى شؤون الإنسان من حيث هو إنسان، فلا يميّز في رعاية الشؤون بين مسلم وغير مسلم، مع حفظ خصوصيّات أهل الأديان. فقد حرّم على المسلمين إكراه سائر الناس على اعتناق الإسلام. قال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (البقرة:٢٥٦). وحرّم عليهم منع أهل الأديان من ممارسة شعائرهم، وترك لهم التزام أحكام أديانهم في الأحوال الشخصية والمطعومات والملبوسات ضمن نظامه العامّ، ولم يُلزِمهم ما أَلزمَ المسلمين في هذا المجال، فكان أهل الأديان يرعون معابدهم ويأكلون ويشربون ما تحرّمه الشريعة الإسلامية على المسلمين، طوال عهود الدولة الإسلامية. بل لقد ذهب الإسلام أبعد من ذلك فيما يتعلّق بأهل الكتاب تحديدًا، فأباح للمسلمين أن يأكلوا ذبائحهم، دون ذبائح المشركين، وأن يتزوّجوا من نسائهم، دون نساء المشركين، ما يعني أنّه فتح باب المصاهرة ليكون أناس من أهل الكتاب أخوالًا للمسلمين وأولي أرحامهم. وضرب المؤرخون الغربيون قبل المسلمين الأمثلة على التسامح الذي أبداه المسلمون والدولة الإسلامية والحضارة الإسلامية تجاه غير المسلمين.
لذا فإنّنا في غنى عن مؤتمركم ومواثيقكم لإقناع المسلمين بالعيش جنبًا إلى جنب مع غيرهم من أهل الأديان، ولا سيّما أهل الكتاب منهم، بل إنّ القرآن العظيم الذي تأسـّست عليه الحياة الإسلامية أرشدَ المسلمين إلى معاملة غيرهم من الناس الذين يسالمونهم ولا يعادونهم معاملة البِرِّ والقسط، فقال تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}.(الممتحنة:8).
ولكنّ هذه السماحة شيء والموقف المبدئيّ العَقَديُّ شيء آخر، فلا يجوز أن تكون السماحة التي أبداها الإسلام في العلاقة مع غير المسلمين مدعاة إلى التفريط بخصوصية الإسلام، وإلى تسوية الإسلام بما سواه من الأديان.
أمّا عن تركيز المؤتمر والوثيقة على مسألة السلام العالمي، فهو تركيز على فكرة خادعة، يراد منها القضاء على جذوة الجهاد والمقاومة المسلحة في الأمّة الإسلامية في مواجهة أعدائها المحيطين بها من كل حدب وصوب، بينما تستمرّ الدول الكبرى ومن يدور في فلكها ويتبعها من الدول في ممارسة القتل والمجازر والتدمير تحت شعار الدفاع عن النفس ومحاربة الإرهاب وتطبيق المواثيق الدولية والدفاع عن السلم العالمي!
وعليه فإنّنا معنيّون بأن نبيّن بوضوح أنّنا لن نسلّم لفكرة السلام التي يراد بها تحويلنا إلى غنم سائمة، ولن نمتنع عن متابعة الصراع مع عدوّنا في كافّة أشكاله التي شرعها الإسلام، المادّي منها وغير المادّي. فليس الأصل في هذه الحياة هو السلام والتعايش كيفما اتّفق، وإنّما الأصل هو التدافع بين الحقّ والباطل إلى يوم القيامة.
قال تعالى: {وَلَوْلاَ دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}.
إنّ الصراع بين الجماعات البشرية سُنّة ماضية في واقع الحياة، تاريخًا وحاضرًا ومستقبلًا، طالما أنّ هناك ولاءات وانتماءات واستقطابات متعدّدة. وواهم كلّ الوهم من يظنّ أنّ البشرية يمكن أن تصل إلى اليوم الذي تعيش فيه المجتمعات المتباينة في هويّتها وأنماط عيشها في سلام دائم. وإذا كانت البشريّة قد شهدت ـ ولا زالت تشهد ـ تلك الأشكال المتباينة من الصراع والاقتتال، وإذا كان التسابق بين الأعراق والقوميّات والطبقات على القهر والغلبة والسيادة والاستئثار بالثروات والمغانم هو الطاغي على تلك الصراعات، فإنّ الإسلام قد ارتقى من جانبه بالصراع، وجعله صراعًا حضاريًا صرفًا. فجعل محور الصراع هو سيادة المبدأ وبَسْط طريقة العيش التي ارتضاها الله تعالى لعباده، فاستهدف كلّ طرائق العيش الأُخَرِ للقضاء عليها وإخراج الناس من الحضارات الّتي أشْقتهم إلى حضارة الإسلام التي فيها الرقيّ والهناء الذي ينشده الإنسان بفطرته.
وإنّ السمة الأساسية للصراع الحضاري الّذي أعلنه الإسلام، ليست السمة الماديّة العسكرية. بل إنّ الإسلام اعتمد بالدرجة الأولى الصراع الفكري والجدال والنقاش. قال تعالى: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}. وقال عزّ وجلّ: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ}. فالحضارة الإسلامية إنّما انتشرت بقوّة حجّتها وتماسك ثقافتها وشمول نظامها وموافقتها لفطرة الإنسان وإقناعها لعقله، لا بالقهر والغلبة والإكراه كما يزعم المفترون.
أيّها العلماء:
إنّ مسؤوليّتكم أعظم من مسؤوليّة عامّة المسلمين، وتتخطّى إنكار المنكر بالقلب. فالعلماء ورثة الأنبياء كما أخبر عليه الصلاة والسلام. وكلمة العالِم أعظم تأثيرًا في نفوس المؤمنين. فما كان ينبغي لمن شارك من العلماء في هذا المهرجان أن يزِلّوا زلّتهم هذه. بل ما يحزن هو أن تأتي الدعوة باسم ما يسمى بهيئة حكماء المسلمين التي تتشكّل في غالبيتها من علماء متخصّصين في الشريعة والدراسات الإسلامية.
علماءَنا الكرام: كفى بهدي رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ناصحًا ومرشدًا، فخير الهدي هدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبه نختم.
قال عليه الصلاة والسلام: «أَلا لا يَمْنَعنَّ أحدَكُم رَهْبةُ النّاسِ أّن يَقولَ بِحقٍّ إذا رآه أَو شَهِدَه، فَإنَّه لا يُقرِّبُ مِن أَجلٍ، ولا يُبَاعدُ مِن رزقٍ أَن يَقولَ بِحقٍ أو يُذكِّرَ بعظيمٍ». (رواه أحمد)
الخميس ٢جمادى الأولى ١٤٤٠ه
٧ شباط ٢٠١٩م
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
#الواقية
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter