اللهم إني صائم || مسابقة ربانية فمن ينالها؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد –صلى الله عليه وسلم- وبعد:
أيها الإخوة الكرام:
في كل شهر من شهور رمضان المبارك من كل سنة يخرج علينا ما يسمى بمسابقات رمضان، والفوازير والحزازير ويهرع الناس ليشاركوا في مثل هذه المسابقات، طمعا في الجائزة أو لأنهم يثقون بالجهة المانحة، مع أنه في كثير من الأحيان يتهم الناس أولئك الذين يمنحون هذه الجوائز بالكذب والسرقة وغير ذلك من الأقاويل، ولكنهم مع ذلك يهرعون للمشاركة في هذه المسابقات إما لأنهم يثقون بالمانح أو لأخذ هذه الجائزة العظيمة الكبرى، قد تكون سيارة أو قد تكون ليرات ذهبية أو رحلة عمرة أو ما شاكل ذلك، ومع ذلك فالناس يتنافسون ويسارعون للمشاركة في مثل هذه المسابقات.
والله –سبحانه وتعالى- يقدم لنا مسابقة ربانية جائزة عظيمة كبرى حيث يقول الحق –سبحانه-: "وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا"
مسابقة ربانية وجائزة كبرى عظيمة لكم أيها المسلمون الواعد فيها هو الله –سبحانه وتعالى- والوعد استخلاف وتمكين وأمن في الأرض، والموعود هو أنتم أيها الناس، أنتم يا أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- فهذه جائزة كبرى من ينالها؟ من يأخذها منكم أيها الناس؟ الجائزة الدنيوية مسابقات رمضان فائزها واحد أو اثنين أو ثلاثة أو أربع، ولكن هذه الجائزة الربانية الفائز فيها كل الناس كل أمة محمد –صلى الله عليه وسلم- أن ينعم بالأمن والأمان في ظل دولة الإسلام دولة الخلافة الوعد الرباني من الله –سبحانه وتعالى- فما عليكم أيها الناس إلا أن تتسابقوا وتفوزوا بهذا الوعد بهذه الجائزة الكبرى أن تتسابقوا وتتنافسوا في مثل هذا الأمر العظيم، "ولمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"
أيها الناس:
أن ديننا دين الإسلام ليس دينا كهنوتيا يقتصر فيه على الصلاة والصيام والزكاة والحج بل إنه نظام شامل لكل مناحي الحياة عندما جاء النبي –عليه الصلاة والسلام- على بنو سيبان وهو يأخذ نصرتهم فاشترطوا عليه أننا لن نحميك من أهل فارس فبينه وبين القوم عهود ومواثيق، فقال –صلى الله عليه وسلم-: "لن يأخذ هذا الأمر هذا التمكين هذا الاستخلاف لن يأخذ هذا الأمر إلا من أحاطه من جميع جوانبه"
فلذلك أيها الناس:
عليكم أن تأخذوا الإسلام من جميع جوانبه أن تحملوه كاملا شاملا نظاما للحياة، يطبق علينا في ظل دولة الإسلام حتى ننعم بالاستخلاف والتمكين والأمن والأمان في الأرض.
أيها الناس:
في مثل هذا ولمثل هذا فليعمل العاملون وبذلك فليتنافس المتنافسون، وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم"
اللهم استخدمنا واستعملنا ولا تستبدلنا اللهم امنن علينا بفضل من عندك بكرم من عندك بالمنة والاستخلاف والتمكين في الأرض ويجعل هذا اليوم قريبا عاجلا غير آجل بإذنك سبحانك وتعالى
الله تقبل منا الصلاة والصيام والقيام واغفر لنا جميع الذنوب والآثام
وإلى لقاء في حلقة جديدة من إني صائم.
الشيخ رائد الهرش / الأرض المباركة فلسطين
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
#الواقية
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
الفئات:
شهر مضان
شهر مضان » اللهم إني صائم
قنوات:
شهر رمضان
