من شذى رمضان|| الفرض الغائب عن الأمة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدي المرسلين وإمام المتقين ومن تبعهم بإحسان إل يوم الدين:
أيها المسلمون في كل مكان من أرض الرباط من أرض الشام من عقر دار المؤمنين نبارك لكم في هذا الشهر العظيم، فقد أظلنا هذا الشهر بخيره ونعمه، لقد قال الله –سبحانه وتعالى-: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب عل الذين من قبلكم لعلكم تتقون"
فنبارك لكل الأمة الإسلامية ولأهلنا المجاهدون في هذا البلد المبارك هذا الشهر والله نسأل أن يعينكم على الصيام والقيام ونقول لكم ما قاله أنس ابن مالك في أثره: "أطلبوا الخير دهركم كله وتعرضوا لنفحات رحمة الله تعالى فإن لله –عز وجل- نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده"
أهلنا المرابطون أهلنا المسلمون في كل مكان إن في هذا الشهر يكثر الصيام والقيام وتتفرغ الأمة الإسلامية ويتفرغ المسلمون للقيام بفريضة الصيام وللقيام بندب القيام والتقرب بالطاعات كالصدقات وغيرها لكننا نريد أن نذكرهم ما قال الله –سبحانه- في الحديث القدسي الذي رواه البخاري من حديث أبي هريرة عندما يقول: " من عاد لي وليا فقد أذنت بالحرب وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إليه ممن افترضته علي ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإن أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي عليها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذ لأعيذنه"
فالنوافل مطلوبة ولكن النوافل تأتي بعد أداء الفروض وإن فرض العصر وإن أعظم فرض فرضه الله –سبحانه وتعالى- على الأمة الإسلامية وعلى المسلمين في هذا العصر هو إقامة شرع الله –سبحانه وتعالى- وبإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة لقد غفل عن هذا الفرض العظيم أهلنا المسلمون وظنوا أنهم بصيامهم وصلاتهم وقيامهم قد أدوا ما لله –سبحانه وتعالى- فالذي أنزل أقيموا الصلاة قال: "وان احكم بينهم بما أنزل الله" يقول أبي حازم في الحديث الذي يريه مسلم: "أعدت أبي هريرة خمس سنين يحدث عن دين الله –سبحانه وتعالى- يقول: كانت بني إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي أنه لا نبي بعدي فسيكون خلفاء فتكثر"
إذا الله –سبحانه وتعالى- قد أمرنا أن نحكم شرعه في كل مكان وتحكيم شرعه لا يكون إلا بإقامة دولة الخلافة هذا الفرض العظيم الذي وصفه الفقهاء بأنه تاج الفروض هذه الفريضة الغائبة التي نحثكم في هذا الشهر العظيم في بركات في روحانية أن تعملوا جميعكم لإقامته، وأن تحضنوا حماة الدعوة الذين أفنوا حياتهم وأفنوا أوقاتهم في إيصال هذا الفرض للمسلمين
لقد انصرف أهلنا عن هذا الفرض العظيم وانشغلوا بمندوبات قد لا تغني عن قيام هذا الفرض إن هذا الفرض هو الذي يعيد للأمة الإسلامية عزتها يعيد للمسلمين كرامتهم يحفظ أعراض المسلمين يقيموا الحدود بين الناس ويؤدي للمسلمين ما لهم وما عليهم يعيد للإسلام سيادته للعالم كما كان عندما طبق ثلاثة عشر قرنا، فلقد كان الإسلام بدولته الخالدة هي أعظم دولة وهي أول دولة إذا أمضى الخليفة أمرا لم يجرأ أحدا عن يراجعه، أهلنا المسلمون في كل مكان:
حتى يكتمل أجر الله –سبحانه وتعالى- وحتى نرضي الله –سبحانه وتعالى- بأن نقيم أعظم فرض فرضه علينا لا بد أن نعمل سويا على إقامة هذا الفرض وعلى إعادته وعلى أن يكون محور حياتنا
نسأل الله –سبحانه وتعالى- أن يتقبل منكم الصيام والقيام وأن يعينكم عليه والسلام عليكم ورحمة الله وتعالى وبركاته
المهندس علي البيك
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
#الواقية
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
الفئات:
شهر مضان
شهر مضان » من شذى رمضان
قنوات:
شهر رمضان
