اضاءات: تيلرسون يبارك عملية عرسالإعداد وتقديم: د.عثمان بخاش [موبايل]
موبايل, عرسال,قناة الواقية,الواقية,الجيش اللبناني,النازحين السوريين,لبنان
الحلقة: إضاءات: تيلرسون يبارك عملية عرسال.
إعداد وتقديم: د. عثمان بخاش.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله، والصلاة، والسلام على سول الله،وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبآ بكم في لقاءنا الجديد في برنامج إضاءات.
هذه المرة سنجري ربطآ بما صرح به وزير الخارجية الأمريكي‑تيلرسون مساء الجمعة الأمس، حين قال بعد الإجتماع رئيس الأمريكي‑ترامب‑، والرئيس الروسي‑بوتن‑، قال تيلرسون: "بأنه الى الآن لن يتم بعد حسم كيفية نقل السلطة في سوريا، وتنحي الرئيس‑بشار الأسد‑، وأضاف سيحدث إنتقال في مرحلة ما للعملية السياسية لا يشمل الأسد، ولا أسرته".
إذآ يقول تيلرسون أن لا مستقبل، لا دور للأسد طاغية الشام، وعميل أمريكا المخلص!، لا دور له في مرحلة الحل السياسي المستقبلي، في مستقبل سوريا!!، في مرحلة ما، متى يعني مرحلة ما؟ طبعآ نحن نعرف جميعآ أن الرئيس الأمريكي السابق‑أوباما‑، أعلن عن تصور الأمريكي لما يسمى"الحل السياسي" في سوريا، بعد إجتماعه مع الرئيس‑بوتن‑ في المكسيك، هذا الإتفاق بين‑أوباما‑ و‑بوتن‑ أعلن، أو ترجم في الإعلان الذي صدر في مايسمي"بيان جنيف رقم واحد"، في تلاتين حزيران ألفين وتنعش، والذي وضع الخطوط العريضة للحل الأمريكي للحل ما يسمى"الحل السياسي" في سوريا، ولكن قضية أمريكا، ومشكلتها في سوريا، هب العمل على صياغة، وتصنيع عميل بديل، مخلص لأمريكا يضمن لها أحكام قبضتها على سوريا، كما جرى في مصر!
في مصر حينما هب الشعب منتفضآ ضد حكم‑مبارك‑، وأدركت أمريكا أن ورقة‑مبارك‑ احترقت، وانتهت، سارعت بتغيره، والإتيان بالرئيس مجلس القوات المسلحة في مصر‑الطنطاوي‑، ليقود دفة مرحلة إنتقالية، ثم جربت تسليم دفة الحكم الى حركة الإخوان المسلمين، الذين فشلوا فيها فشلآ ذريعآ، فإرتأت أمريكا أن تعود حيث كانت، وداويها بالتي كانت هي الداء، فأتت ‑بالسيسي‑ ليستأنف مسيرة الحكم العسكري، القمعي في مصر، فما جعل بعض الناس حتى يترحمون على أيام‑مبارك‑، فإذآ، وها اليوم‑ تيلرسون‑ يبشرنا بأن طاغية الشام باقي في الحكم حتى إشعار آخر، ماهو هذا الإشعار الآخر؟ المرحلة ما في المستقبل، هذا الربط نربط بينه، وبين ما جرى في مخيمات اللاجئين السورين في عرسال، في لبنان، حين قامت أجهزة الجيش بالداهمات العنيفة للمخيمات اللاجئين، مخيمات التي تضم المدنين، والنساء، والأطفال، والشيوخ، والرجال، وقامت الأجهزة الأمنية للجيش اللبناني، بإعتقال عدة مئات من اللاجئين، ثم ساقتهم الى التحقيق، وفي أقبية التحقيق، والتعذيب قضى منهم عدد من الضحايا، استشهدوا في أقبية التعذيب عند الجيش اللبناني، هذه القضية التي أثارت جدالآ إعلاميآ واسعآ في لبنان، تفجر مرة أخرى، حينما قامت المحامية‑ديالا شحادة‑ مديرة مركز الدفاع عن الحقوق المدنية، فوثقت، وثقت بالقرار القضائي، حينما طلبت من المحكمة المستعجلة إجراء تشريح لجثامين الضحايا، وهذه الجثامين التي انتشرت صور واضحة، ودامغة، أثبتت علامات التعذيب التي تعرضوا لها هؤلاء، فقامت المحامية‑ديالا‑ بالحصول على قرار من المحكمة بتكليف الطبيب الشرعي، لإجراء الكشف على هؤلاء الجثامين، مما دفع للمخابرات الجيش الى ملاحقة المحامية‑ديالا‑، ومساعدتها كما هو معروف الى مستشفى‑ أوتيل دي‑، وانتزعوا منها هذه العينات التي أحضرتها الى الطبيب الشرعي لمستشفى‑أوتيل دي‑، وجرى تهديد المحامية، قامت عناصر مخابرات الجيش بتهديد المحامية، وقالوا لها حرفيآ بحسب ما نقلت المحامية‑ديالا‑ قالت حينما قالت له: "بأن عندها قرار قضائي من المحكمة لإجراء الفحوصات لهذه العينات، فقال لها: بأن عند له تعليمات من المخابرات الجيش بالحصول على العينات بأي طريقة!!، وحينما قالت له: عندها قرار قضائي، قال لها بأن قرار المخابرا الجيش هو الذي يعلوا على أي قرار!
لاحقآ صرخت المحامية‑ديالا‑ هذا بلد لبنان يحكمه قانون"مش واحد حامل رشاش"، إذآ هذه المعضلة هنا، المعضلة في جوهرها إنه أمريكا، أمريكا تعلم حق العلم ممارسات هذه الأجهزة، وهذه النظم الطاغوتية، المجرمة، إن كان في سوريا، إن كان في مصر، إن كان في غيرها، ونحن نعرف فيما مضى شبكة السجون السرية التي كانت تديرها شبكة‑cia‑ حينما كانت الcia—‑ لا تستطيع أن تذهب في أعمال التعذيب، حدآ بعيدآ في أمريكا في أمريكا، ففتحت بيان على إتفاقات ترحل المتهمين الى سجون، في سجون سوريا، والأردن، وفي مصر، وفي غيرها، وباكستان، لتقوم أجهزة المخابرات المحلية بإنتزاع الإعترافات تحت التعذيب، هذه القضية التي هزت الدنيا يوم ذاك، شبكة السجون السرية التابعة ل cia—إذآ هذا الملخص الآن كما قلنا نربط بين تصريح‑تيلرسون‑ بأنه لا دور للأسد في مستقبل سوريا، ومع هذه المارسات القمعية التي ستقوم بها أجهزة المخابرات، إن كان في لبنان، أن كان في الأردن، إن كان في مصر، وغيرها، هذه هي الطرح الذي تطرحه أمريكا على أمة الإسلام!، بأن عليكم أن تقبلوا بهذه النظم الديكتاتورية، القمعية، وإلا مصيركم التعذيب!، أو التشريد!، أو القتل!، أو التدمير!.
هذا ما جرى في لبنان يسلط الضوء على تواطئ الأنظمة، والسلطات في لبنان بتنفيذ هذه الحملات القمعية، والتعسفية، والهمجية، بحق المدنين اللاجئين الذين فروا من جحيم بشار الأسد في سوريا طابآ للسلام، والأمان، فإذا بهم يقعون فريسة لهذه الممارسات القمعية التي تحرمهم أدنى حقوقهم الإنسانية، يعني الى الآن الحكومة اللبنانية ترفض الإعتراف بأن النازحين القادمين من سوريا ينطبق عليهم وصف اللاجئين، رسميآ لا تطلق عليهم وصف اللاجئين لتحرمهم حتى من أبسط حقوق اللاجئ الذي تمنح له في ظل ما يسمى"شرعة القانون الدولي"، و"منظمة الأمم المتحدة"، بل تعتبرهم نازحين، وأكثر من ذلك تعتبرهم في حالات بعيد مشاريع إرهاب، وتحت حجة بمقولة" محاربة الإرهاب تستبيح لنفسها هذه المداهمات الهمجية، البربرية"، وطبعآ تحت سمع، وبصر، المجتمع الدولي، وأول ذلم السفارة الأمريكية التي تبارك هذه الأعمال، هذا ما جرى في لبنان هو سبة جبين، سبة عار في جبين السلطات اللبنانية، وهو أيضآ برسم المسلمين في لبنان، وكل محبين العدالة في لبنان، وسواه، لينتقوا لهؤلاء اللاجئين كفاهم ما عانوه من جحيم الموت من بلدهم في سوريا، فحق لهم أن يعيشوا في أمان، وسلام، حتى يقيد الله لهم أمرآ يستطيعون به العودة الى بلادهم آمنين، سالمين، في على أنفسهم، وأطفالهم، وحرماتهم.
هذا ما جرى يكشف تواطئ النظام في لبنان، مع النظام السوري في محاولة قمع الإنتفاضة التي إنتقلت في سوريا للتخلص من القبضة الإستعمارية في أمريكا عبر عميلها‑بشار الأسد‑، هذا ماجرى يكشف للجميع أن مصير، مصير الأمة هو مصير واحد من تونس، الى مصر، الى العراق، الى سوريا، الى اليمن، وسواها، هذا ما أردنا أن نسلط الضوء عليه، والله غالب على أمره، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والسلام عليكم ورحمة الله وبرماته.