مقطع للأستاذ أحمد القصص من ندوة: الشريعة الإسلامية.. ثابتة أم متغيرة ظرفية؟! [موبايل]
موبايل, قناة الواقية,الواقية,قناة,الشريعة,الإسلام
الحلقة: الإمام جنة: جوهر الشريعة وحقيقتها.
إخوتي الكرام:
لماذا الشريعة؟ لولا الشريعة لما كانت هناك أمة إسلامية في التاريخ، لما كان هناك دولة إسلامية في التاريخ، لما كانت هناك حضارة إسلامية في التاريخ، لولا الشريعة لكان الإسلام مجرد فلسفة نظرية، لا أثر لها في الواقع، كما هي كثير من الفلسفات! التي أعطت تصورآ عن الوجود، ولكنها لن تعطي منهاجآ للعيش، وبالتالي كانت مجرد كلام وسفسفطة، وهذا ما يراد للإسلام أن يحصل به، أن يبقى من الإسلام على عقيدة، كهنوتية، روحية، غير سياسية، وأن يبقى من الشريعة فقط على العبادات، وبعض الأخلاق، وأن ينسف ما سوى ذلك من أجل أن يصفو الجو للحضارة الغربية، وتشريعها، ودساتيرها، وقوانينها التي فرضت على المسلمين منذ أكثر من قرن من الزمان، هذا هو الموضوع! فما هو الأساس الذي يبنى عليه البحث؟ ماهي الشريعة؟ الأساس ، وهو أساس عقدي، له ارتباط بالعقيدة، الأساس أن الله‑سبحانه وتعالى‑ حين أنزل الإنسان الى هذه الأرض، بما خاطب أول إنسان "قلنا اهبطوا منها جميعآ فإما يأتينكم مني هدى فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى"، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا" . هذه الآيات تتضمن معاني أساسية، أولآ: أن الإنسان وظيفته في هذه الحياة أن يخضع لأمر الله‑سبحانه وتعالى‑، فيكون عبدآ لله‑عزوجل‑ في حياته، "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" والعبودية تتجلى بأن يذعن الإنسان في هذه الحياة لأمر الله، ونهيه، فيسير أعماله كلها وفق أوامر الله، ونواهيه، فيكون عبدآ طائعآ لله‑عزوجل‑، فهذه وظيفة الإنسان. ثانيآ: أن الإنسان المحتاج للهداية في هذه الحياة الذي يبحث عن طريقة العيش التي تليق به، والتي تتوافق مع فطرته، فتجعله مطمئن القلب، لأنه عرف كيف يعيش، وعرف كيف يلبي حاجاته العضوية، وغرائزه التي أودعها الله‑سبحانه وتعالى‑ فيه، هذا الإنسان الذي يحتاج لمن يخبره، ويرشده ما معنى وجودك في هذه الحياة، لا يجوز أن يستمد هذه الهداية، هذه الهداية إلا من الله‑سبحانه وتعالى‑، لذلك "من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل ( أي يضلله الله) فلن تجد له وليآ مرشدا" . المعنى الثالث: أن الإنسان بقدر ما يكون عبدآ لله‑عزوجل‑طائعآ له، حاضعآ لأوامره، ونواهيه، بقدر ما يؤدي هذا به الى مصلحته، الى هنائه، الى ارتقائه، الى سعادته، لذلك قال الله‑تعالى‑ : "وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين". وقال: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى". وفي آية أخرى "لا خوف عليهم ولا هم يحزنون". فإرتقاء الإنسان، هناء الإنسان، مصلحة الإنسان، إنما هو بماذا؟ بأن يكون خاضعآ لله‑عزوجل‑، ولأوامره، ونواهيه، لأنه ماشرعه الله‑عزوجل‑ هو ما يوافق فطرة الإنسان، فيشبع حاجاته الإنسان، ومتطلباته إشباعآ صحيحآ، لذلك قال الله‑سبحانه وتعالى‑ : " فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ". من هنا وهذه أضعها بين قوسين، عرضية، "من أسخف القول حين يخرج من مسلم من مؤمن: هل المسلمون قادرون على تحمل تطبيق الشريعة؟؟!!