غير ذي عوج - الحلقة 23|| موازينإعداد وتقديم: إبراهيم أبو غياث - سوريا | #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة | [موبايل]
موبايل, الواقية،,قناة,الواقية,موازين
الحلقة: غير ذي عوج 23||‑موازين‑
كل مؤمن على هذه الأرض، سار على نهج النبيين من قبله، سيمر بما مروا به من إذاء، وتعذيب، واستهزاء، وتنكيل، سيبلغ هذا الإذاء حدآ ينسى فيه تلك الموازين الحقيقة، يظن فيه أن الموازين التي تمشي عليها هذه الدنيا الفانية، هي كل شيئ، يرى نفسه ذلك الذليل المهان، ويرى أولئك الكافرين الأراذل، أراذل الناس، يراهم أولئك الأكابر المتكبرين، المتجبرين في هذه الأرض، لكن الله‑سبحانه وتعالى‑ لم يذكر التدافع بين الحق والباطل، إلا ونقلنا الى ذلك المشهد الحقيقي، مشهد القيامة، ذلك اليوم الذي توضع فيه الموازين بالقسط، يوم يقول الله‑سبحانه وتعالى‑ اليوم أضع أنسابكم، وأرفع نسبي، هنا في سورة الصافات، يذكر لنا الله‑سبحانه وتعالى‑ حوار دار بين الكافرين في النار، وآخر دار بين الذين آمنوا في الجنة، بعد أن ذكر لنا قدرته، وسيطرته، وملكوته على كل السموات والأرض، يذكر استهزاء أولئك الكافرين في الدنيا يقولون: أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون! ينقلهم الله مباشرة الى المشهد الحقيقي ليقول لهم: فإنما هي زجرة واحدة فإذا هم ينظرون، وقالوا: يا ويلنا هذا يوم الدين؟ هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذبون، أحشروا الذين ظلموا وأزواجهم، وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم، وقفوهم إنهم مسئولون، ما لكم لا تنصرون؟ بل هم اليوم مستسلمون، ويبدأ الحوار: وأقبل بعضهم على بعض يتسائلون قالوا: إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين، فردوا عليهم قالوا: بل لم تكونوا مؤمنين، وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوم طاغين، فحق علينا قول ربنا إنا لذائقون، فأغويناكم إنا كنا غاويين، فكانت النتيجة فإنهم يومئذ في العذاب مشتركون، إنا كذلك نفعل بالمجرمين، إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون، ويقولون: أئنا لتاركوا ألهتنا لشاعر مجنون؟ بل جاء بالحق وصدق المرسلين. هنا هنا يكون يومها ذلك الميزان الحق يوم يعطى كل ذي حق حقه، ثم ينتقل الله‑سبحانه وتعالى‑ يذكر لنا حوارآ آخر في الجنة، بعد أن ذكر لنا نعيم أهل الجنة فيها، فأقبل بعضهم على بعض يتسائلون، قال قائل منهم: إني كان لي قرين، يقول: أئنك لمن المصدقين؟ أتصدق هؤلاء أتصدق الحمقى، من أهل الدنيا الذين كانوا يقولون لك أعبد إلهآ واحدآ وأننا جميعآ مرجعنا إليه؟ يقول: أئنك لمن المصدقين؟ أئذا متنا وكنا ترابآ وعظامآ أئنا لمدينون؟ ثم يعود ذلك المؤمن ليقول لأصحابه في الجنة: هل أنتم مطلعون الى ذلك القرين أين هو؟ الذي كان يصدنا عن دين الله، هل أنتم مطلعون؟ فاطلع فرأه في سواء الجحيم، قال: تالله إن كدت لتردين، والله لو أني سمعت كلامك لأرديتني في جهنم، ولولا نعمة ربي لكنت من المحضرين، أفما نحن بميتين؟ هذا خطاب المؤمن لذلك القرين الذي من أهل النار، يقول له: أتذكر حين كنت تهزأ بي وتصدني عن دين الله وتقول لي نحن لسنا بميتين إلا موتتنا الأولى ولسا بمعذبين؟ أفما نحن بميتين؟ إلا موتتنا الأولى وما نحن بمعذبين؟ إن هذا لهو الفوز العظيم، يأتي الميزان الحق الذي يضعه الله‑سبحانه وتعالى‑ ويريه لعباده المؤمنين في الدنيا والآخرة، لكن الكافرين لا يرون هذا الميزان إلا حين يحق الحق في الآخرة، إن هذا له الفوز العظيم ، ثم الرسالة الى كل مؤمن سار على نهج النبيين، الى كل مؤمن سار على نهج حبيبه‑صلى الله عليه وسلم‑ واتبع هديه فؤذي في سبيل الله وعذب لمثل هذا فاليعمل العاملون.
| #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة |