تعليقاتالحلقة: فقرة من كتاب 4: فساد الرابطة الوطنية.
إعداد وتقديم: م. أسامة الثويني.
المقدمة:
وضع حزب التحرير ثقافة إسلامية صافية نقية، تلزمه لإقناع الأمة بمشروعه الكبير، وهو استئناف الحياة الإسلامية، وتلزمه حين ينجح باستلام الحكم على وعي وعلى بصيرة، ومن تلك الثقافة، ما يتعلق بنظام الحكم والنظام الإقتصادي والأموال، والنظام الإجتماعي، والتعليم المنهجي، وغير ذلك الكثير.
وإننا في هذه السلسة "سلسلة فقرة وتعليق" نحاول التقاط بعض الأفكار من تلك الكتب، مع بعض الخواطر السريعة،أقدمها للمشاهد الكريم لعلها تكون دافع للرجوع له الى تلك الكتب والاستلزامة منها، لتشكيل تصورعام للحياة الإسلامية، التي يعمل حزب التحرير لإستئنافها.
الفقرة:
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، يقول حزب التحرير في كتاب نظام الإسلام الذي صدرت طبعته الأولى عام ألف وتسمعئة وثلاث وخمسين، بعد أن استعرض الروابط القومية والوطنية، وعلى ذلك فالرابطة الوطنية رابطة فاسدة لثلاث أسباب:
أولآ: لأنها رابطة منخفضة لا تنفع لأن تربط الإنسان بالإنسان حين يسير في طريق النهوض.
وثانيآ: لأنها رابطة عاطفية تنشأ عن غريزة البقاء بالدفاع عن النفس والرابطة العاطفية عرضة للتغير والتبديل، فلا تصلح للرابطة الدائمي بين الإنسان والإنسان.
وثالثآ: لأنها رابطة مؤقتة توجد في حالة الدفاع، أما في حالة الإستقرار –وهي الحالة الأصلية للإنسان‑ فلا وجود لها ولذلك لا تصح لأن تكون رابطة بين بني الإنسان. انتهى كلام الحزب.
التعليق:
نعم تعليقآ على هذه الفقرة أقول إن فكرة الوطنية جزء لا يتجزء من مؤامرات الغربية لتكريس تجزئة بلاد المسلمين، إلى أردن، وفلسطين، وسوريا، ومصر، وليبيا، وهلمجرة.
وفي الحقيقة قد تجلت هذه الفكرة بشكل خطير، في الإشعارات التي نراها في كل زاوية، الأردن أولآ، مصر للمصرين، القضية الفلسطينية شأن فلسطيني، إسلام سوري، وهكذا كرست الوطنية تفتيت الأمة الإسلامية الى دويلات مع أن الإسلام حرم أن يكون للمسلمين أكثر من خليفة واحد، بل أمر بإطاحة رأس الخليفة الثاني إذا ظهر، وللمسلمين إمام يحكمهم، قال –عليه الصلاة والسلام‑ : "إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما" . والإسلام لم يأمر بالدفاع عن الوطن، وإنما أمر بالدفاع عن البلاد الإسلامية، بغض النظر عن كونها وطنآ للمجاهد أو غير ذلك، فواجب الجهاد لتحرير فلسطين مثلآ من كيان يهود والدفاع عن أراضي البوسنة والهرسك والشيشان وبلاد كشمير في الهند، لا يناط فقط بأهل تلك البلاد، طالما لا يستطيعون رد العدوان وحدهم، وإنما يناط الواجب لكل المسلمين الذين يلونهم ثم الذين يلونهم حتى يتحقق الفرض، ثم أن الرسول –صلى الله عليه وسلم‑ لم يتمسك بتراب وطنه مكة الذي أخرج منه بغير حق، هو وصحابته الكرام ‑رضوان الله عليهم‑ وقد كان في استطاعته ذلك بعد الفتح لكنه رجع الى المدينة وأقام فيها ماتبقى من أيام حياته، ولم يوصٍ المسلمين بدفن جثمانه الطاهر –عليه الصلاة والسلام‑ في تراب الوطن مكة المكرمة، وهكذا فعل أصحابه –رضوان الله عليهم‑ من بعده فشهداء بدر وأحد دفنوا في البقيع في المدينة وأبو عبيدة -رضي الله عنه- دفن في غور الأردن، وأبو أيوب الأنصاري دفن قرب أسوار القسطنطينية ...
إن الإسلام اعتبر الوطنية من الدعاوى الجاهلية النتنة من ذلك ما رواه جابر‑رضي الله عنه‑ في الحديث حيث قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلا من الأنصار فقال: الأنصاري ياللأنصار وقال: المهاجري ياللمهاجرين فسمعها النبي ‑صلى الله عليه وسلم‑ فقال: ما هذا ؟ قالوا رجل من المهاجرين كسع رجلا من الأنصار فقال الأنصاري ياللأنصار وقال المهاجرين يا للمهاجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "دعوها فإنها منتنة" رواه البخاري.
فاعتبر –عليه الصلاة والسلام‑ الأنحياز والتفرق على أساس أصل هذا من المدينة فهو أنصاري، وذلك من مكة فهو مهاجر، وهذا ينصر قومه على هذا، فاعتبر هذه الدعاوى نتنة وأمر بتركها،
إن الدعوة إلى الوطنية هي ترويج للفكر الغربي الغريب على الإسلام، والرسول –صلى الله عليه وسلم‑ يقول: "من أحدث من أمرنا هذا ليس منه فهو رد".
فالواجب يحتم على المسلمين أن ينبذوا كل الأفكار والطروحات الدخيلة، وأن يعودوا من جديد الى إحياء رابطة الإسلام بإقامة مجتمعهم على أساس العقيدة الإسلامية فتسوده أفكار الإسلام ومشاعره وأنظمته في ظل كيان هو دولة الخلافة على منهاج النبوة.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
https://www.youtube.com/playlist?list=PLkBCHbLpp6nYWZ3u90VdOnbvYN6Ltzmp0
==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==||==
| #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة |
www.alwaqiyah.tv
facebook.com/alwaqiyahtv
alwaqiyahtv@twitter
الفئات:
متفرقات
فقرة من كتاب