إضاءات: مؤتمر الأزهر ترويج للعلمانية | قناة الواقية | Al Waqiyah TV | موبايل

د. عثمان بخاش مدير المكتب الإعلامي المركزي قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter#الواقية#قناة_الواقية [موبايل]

موبايل, الأزهر,السيسي,شيخ الأزهر,المواطنة,مؤتمر,أحمد الطيب,العلمانية,ترويج,حوار الأديان,علماء السلاطين,فكر حر

إضاءات: مؤتمر الأزهر ترويج للعلمانية

إعجابات: 1 (100%)
نشر بواسطة: - قناة الواقية -
التاريخ: 03/04/2017 | المشاهدات: 116

الحلقة: اضاءات: مؤتمر الأزهر ترويج للعلمانية.

إعداد وتقديم: الدكتور عثمان البخاش.

بسم الله الرحمن الرحيم.

الحمدلله حمدآ كثيرآ طيبآ مباركآ فيه، الحمدلله على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة، الجمدلله أن جعلنا من المسلمين ولم يجعلنا من الضالين الكافرين الذين كفروا بالله وبرسوله محمد –صلى الله عليه وسلم‑، فكان مصيرهم الخسران المبين في الدارين، والصلاة والسلام على رسول الله الذي بعثه الله –عزوجل‑ رحمة للعالمين، وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، وبعد:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في حديثنا اليوم سنسلط اليوم على ما جرى في فعاليات المؤتمر الذي عقده الأزهر في مصر، يومي الثلاثاء والأربعاء تحت عنوان "الحرية والمواطنة التنوع والتكامل"، هذا المؤتمر الذي حشد له حشد ضخم من المشاركين، وفود قدمت من خمسين دولة من مسلمين ونصارى، مما يسمى رجال دين، ورجال فكر، ورجال سياسة، ورؤساء جمهوريات سابقين ولاحقين، هذا المؤتمر الضخم الذي عقد تحت رعاية الرئيس المصري الجنرال –عبد الفتاح السيسي‑ الذي لا يخفي من هو –السيسي‑ صاحب مجازر رابعة العدوية، وغيرها الذي فتك بالمسلمين فيها، فهذا المؤتمر الذي انعقد تحت هذا العنوان وقام المتحدثون كل منهم يدلو بدلوه، داعيآ ومبشرآ بفضائل المفهوم المواطنة وداعيآ الى ضرورة تبني مايسمى الإسلام المعتدل الوسطي، وضرورة محاربة الإسلام الإرهابي المتطرف العنيف يعني الى آخر أبجيادتهم، وقام كل منهم يدعوا الى ضرورة تبني ثقافة ثقافة المواطنة المعاصرة، التي تقوم على التسامح بين الناس، التي تقوم على المساواة بين الأديان، والدعوة الى تشريع قانوني الكفيل بتكريس مبادئ المواطنة، والعمل لتنقية مناهج التعليم في بلاد المسلمين من الفكر الظلامي الذي يسمونه فكر الظلامي الذي يحدث الفتنة بين أتباع الأديان، عن هذا المؤتمر لنا الوقفات التالية:

أولآ: نحن لا يسعنا إلا نربط بين هذا المؤتمر الذي يأتي ضمن سياق حملة أوسع تهدف الى المكر بالإسلام وأهله، تهدف الى تزوير الإسلام، تهدف الى الصد عن سبيل الله، لقد سبق لنا سمعنا وشاهدنا الرئيس المصري‑عبد الفتاح السيسي‑ في مخاطبته لمشايخ الأزهر تحديدآ طالبآ منهم القيام بثورة دينية، طالبآ منهم القيام بثورة دينية ضد ما زعمه من وجود مفاهيم وأحكام إسلامية قديمة، قديمة يعني عمرها مئات السنين، تستدعي وتتطلب ضرورة التصحيح والمواجهة بالفكر الوسطي المستنير كما قال الرئيس –السيسي‑، فهذا المؤتمر يندرج في هذا الإطار، والإطار الأوسع من وراء ذلك يندرج ضمن إطار توصيات –مؤسسة رند‑ الأمريكية،

التي أوصت ضمن التقارير بضرورة العمل على دعم ما يسمى المسلمين المعتدلين، ودعمهم بكل السبل الإعلامية، والمالية، وووو،

والرسمية، لتمكين لتمكين المسلمين المعتدلين من مواجهة مايسمونه الإسلام المتطرف الإرهابي العميل الى آخره، فإذآ نعم هناك ربط واضح بين هذا المؤتمر وهذا الخلفية الخلفية السياسية التي تقودها أمريكا وتوافقها أوربا أيضآ في مسعاهم، في مسعاهم جميعآ لمكر بالإسلام والمسلمين، ولإقصاء الإسلام عن الحياة، والعمل على تحويل الإسلام الى ما يسمى دين دين كهنوتي، يكتفى به يكتفى فيه بشعائر وطقوس التعبد على مستوى الفردي بين الإنسان وخالقه كما هو شأن اليهودية أو النصرانية، أو غيرها من الديانات، ولنا وقفات نحن نتسائل فيها، ماهو مفهوم المواطنة؟ لم يعرف هؤلاء المتحدثون لم يعرف أحدهم مفهوم المواطنة، التي هي تأتي من الوطن، ما هو الوطن؟ المراد المقصود نحن نعلم في فكرنا الإسلامي في رسالة الإسلام هذا المصطلح، مصطلح دخيل، دخل علينا من خلال الفكر الغربي المستورد من أوربا، فأول أول مرة ورد فيه ذكر الوطن بهذا المعنى الإصطلاحي، كان على يد الشيخ المصري –رفاعه رافع طهطاوي‑ الذي أرسله –محمد علي باشا‑، مع بعثة الطلاب التي ابتعثها الى فرنسا الف وثمان مئة وستة وعشرين، لتعلم علوم العلوم الهندسية، والصناعية وغيرها، فابتعث معهم الشيخ الأزهري رفاعة الطهطاوي‑، ليكون لهم مرشدآ دينيآ، فبعد أن مكث في فرنسا خمس سنوات، إذا به افتتن بالحضارة الفرنسية، والفكر الفرنسي، فلما رجع الى مصر بدأ يروج لمفهوم الحضارة الغربية والفكر الفرنسي ومن ذلك مفهوم الوطنية، ويأيد هذا ما ذكره القنصل الفرنسي في بيروت في رسالته الى وزارة الخارجية الفرنسية، سنة ألف وثمان مئة وست وخمسين، إذ ذكر بأن المسلمين لا يعرفون معنى الوطن ولا مفهوم الوطنية بل هم قوم متعلقون بعقيدتهم وبدينهم، هذا بشهادة القنصل الفرنسي في بيروت، فإذآ مفهوم الوطنية والذي قائم على مفهوم الوطن وجود وطن ذات سيادة وأمة، وشعب مشترك، هذا مفهوم ولد في المجتمع الأوربي الغربي، والعالم كله يعلم حق العلم، أن هذه الكيانات المسمات بدول الوطنية ما نتج عنها من تفاخر، ونزوع الى التنافس بين هذه الدول، ترجم الى سلسلة المتواصلة من الحروب أدت الى إهلاك الحرث والنسل والعباد، سواء في الحروب التي شنت بين الحروب بين الدول الأوربية نفسها وصولآ الى الحرب العالمية الأولى ، والحرب العالمية الثانية، التي أدت الى قتل عشرات الملايين من الضحايا، حتى فيما يذكر أن في الحرب العالمية الثانية مثلآ مدينة –درسدن‑لوحدها في ألمانيا في ليلة واحدة سقط فيها أكثر من خمسة وأربعين ألف قتيل من سكانها نتيجة قصف المدمر لطيران تحالف الذي قادته بريطانيا يومذاك، وكما نعلم جمعيآ الحرب العالمية الثانية انتهت بإلقاء القنابل النووية في ‑هيروشيما ونكزاك‑ فإذآ يعني كل هذه كل هذا هو واقع السياسات الوطنية والدول الوطنية، هذه الدول الإستعمارية لم تتوانى عن حرق البلاد والعباد ولها سجل إستعماري، سجل أسود كالح في تاريخ بريطانيا وما أدراك جرائمها الذي يصعب عدها وحصرها، بما في ذلك حرب الأفيون الشهيرة في الصين، فرنسا وسجلها الإستعماري الكالح الأسود في إفريقيا، في شرق آسيا، في فيتنام، في الهند الصينية، في الهند، جرائم الهند في جرائم بريطانيا في الهند، ثم لا ننسى ما قام به الرجل الأبيض في إبادة الشعوب الهنود الحمر في العالم الجديد، في قارة أمريكية، الى آخره، هذه الجرائم التي لم تنتهي بعد يعني اكتوينا نحن المسلمون اكتوينا بنارها، ونالنا منها النصيب الوافر في فلسطين وما أدراك ما فلسطين، في البلقان، في أفريقيا، في فرنسا، في تونس، في ليبيا، الى آخره، مسلسل طويل ولا زلنا في سوريا، والعراق، وماشاكل، وبأفغانستان والصومال، فمفهوم المواطنة هذا مفهوم حتى من الناحية الفكرية كيف نحدد الوطن؟ ولماذا؟ بأي فكر؟ أين الفكر هنا حينما نرسم خطآ على الرمال فيصبح هذا سوريآ، وهذا عراقيآ، وهذا أردنيآ، وهم نفس العائلة!!  وهم نفس العائلة ولكن بموجب هذا الخط الوهمي على الرمال أصبح له هوية تخالف هوية جاره، وتخالف هوية جاره الآخر، وإذا ذهب الأردني مايسمى الأردني الى سورية اصبح غريبآ أجنبيآ، أو إذا ذهب السوري الى العراق اصبح غريبآ، وأجنبيآ، ليس له من الحقوق مالجاره، ما المنطق في أين الحجة العقلية في هذا الطرح المتهاوي؟

الإسلام، الإسلام لا يعرف معنى الوطن ولا الوطنية، وإنما يعرف معنى الإيمان، الإيمان بالعقيدة، فمن آمن بالله وبرسوله والتزم بأحكام شريعته فهو من أهل الإسلام ومن ملة الإسلام أين ما كان في العالمن في شرق العالم وغربه، شماله وجنوبه، بغض النظر عن عرقه، أو جنسه، أو ماله، أو أو أو، فالإسلام رسالة الى الإنسان أي إنسان كان، والإسلام بطبيعة رسالته رسالة تعالج أمور الحياة الدنيا والىخرة، فليس هناك فصل بين فليس هناك فصل بين أمور الدنيا الحياة الدنيوية عن الحياة الأخروية، فإذآ باختصار نقول: أ، هذا الفكر الذي يروجون له في هذا المؤتمر هو من إصدارات الغرب الإستعماري، ويريدون لنا أن نستحي بديننا بينما على العكس نحن نفتخر، نحن نفتخر بديننا الذي علمنا معنى العدل، والرحمة، والتسامح، ديننا الذي علمنا أن "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن، ومن شاء فليكفر"، "لا إكراه في الدين"، "لا إكراه في الدين"، والواقع خير شاهد، لقد عاش غير المسلمين مع المسلمين عبر القرون عاشوا آمنيين على أنفسهم، وأديانهم، وأموالهم، وأعراضهم، لايضارون في ذلك، منذ الفجر الأول لدولة الإسلام الأولى عندما هاجر رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم‑ الى يثرب كفل لغير المسلمين من اليهود وغيرهم كفل لهم أن يعيشوا ضمن المجتمع الإسلامي وهم آمنون على طقوسهم، وعبادتهم، وأموالهم، لا يضارون في ذلك، فهذا، ثم سار المسلمون على هذا النهج، والواقع المشاهد خير شاهد على هذا، بقي غير المسلمون يعيشون مع المسلمين في كنف الإسلام، عبر هذه القرون لا بل حتى أن الكنيسة حينما احتلت بلاد الأندلس فر،  فر من الأندلس المسلمون واليهود حتى اليهود فروا من الأندلس ليعيشوا في بلاد المسلمين، فالكثير من المنصفين حتى غير المسلمين شهدوا بذلك، منهم سواء كان صاحب الموسوعة قصة الحضارة –ولدوراند‑، أو –جستافليكون‑ وغيرهم الكثيرون، من من أشادوا بعظمة الإسلام وتسامح المسلمين مع غيرهم، فلم نلجأ في تاريخنا الى حرق غير المسلمين، ولم نلجأ الى هد دورهم وعبادتهم، بل كانوا معنا آمنيين، يعيشون بإطمئنان مع المسلمين لهم الحقوق والواجبات التي أقرها لهم الشرع، فإذآ هذه الدعوة التي يروج لها في هذا المؤتمر وأشباهه، هذه الدعوة هي دعوة مشبوهة ونحن نرى بأنها تأتي في ضمن سياق الحملة الأوسع لسياسة الإستعمارية التي تقودها أمريكا، تحت شعار ما يسمى مواجهة الإرهاب وهم يعنون بذلك محاربة الإسلام والمسلمين، والله –سبحانه وتعالى‑ أخبرنا أنهم لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم، "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"، وفي آية أخرى"ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ان استطاعوا".   فإذآ حريٌ بهؤلاء المتحدثين في هذا المؤتمر أن يتوبوا الى الله –عزوجل‑ وأن ينحازوا الى صف الأمة في سعيها وكفاحها لتحرر من القبضة الإستعمارية الغربية، وحريٌ من المسلمين الصادقين المخلصين، أن يصدعوا بالحق فينكروا على هؤلاء هذا المنكر الذي يروجون له، ويعملون على إعادتهم الى النهج الصحيح النهج الإستمساك بحبل الله وتمسك بعقيدة الله بالعقيدة الإسلامية والثبات على ما أمر الله به، والله –سبحانه وتعالى‑ خير المتولين.

هذا ما أردنا أن نشارك معكم في كلمتنا اليوم،والى لقاء قادم بعون الله، نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.



قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
#الواقية
#قناة_الواقية


الفئات:
» إضاءات

العلامات: الأزهر | السيسي | شيخ الأزهر | المواطنة | مؤتمر | أحمد الطيب | العلمانية | ترويج | حوار الأديان | علماء السلاطين | فكر حر |