فقرة من كتاب - الحلقة 19 || إنما الأمم الأفكار ما بقيت | قناة الواقية | Al Waqiyah TV | موبايل

قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter#الواقية#قناة_الواقية [موبايل]

موبايل, قناة،,الواقية

فقرة من كتاب - الحلقة 19 || إنما الأمم الأفكار ما بقيت

إعجابات: 1 (100%)
نشر بواسطة: LB
التاريخ: 06/02/2018 | المشاهدات: 20

فقرة من كتاب || إنما الأمم الأفكار ما بقيت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

يقول حزب التحرير في كتاب نظام الإسلام ما يلي:

"وأما الإسلام فيرى أن الأساس الذي يقوم عليه المجتمع هو العقيدة وما تحمل من أفكار ومشاعر وما ينبثق عنها من أنظمة، فحين تسود الأفكار الإسلامية، والمشاعر الإسلامية، ويطبق النظام الإسلامي، على الناس، يوجد المجتمع الإسلامي، ولذلك كان المجتمع مؤلفا من الإنسان والأفكار والمشاعر والأنظمة"

نظام الإسلام ص26

أبدأ تعليقي على الفقرة بسؤال:

أن لعل الجميع يشعر بهذا السؤال لماذا، لماذا هذه الحشاشة صح التعبير في الرابطة المجتمعية في بلاد المسلمين؟ ولماذا يرفع الجميع شعار الوحدة الوطنية ويتغنى بالوحدة الوطنية واللحمة الوطنية بدون أي تأثير على مسألة الوحدة نفسها؟

وسؤال ثالث ما هي الصيغة الصحيحة للربط بين أفراد المجتمع ؟

في الحقيقة هي أسئلة سياسية في وجود المجتمع، وجوهر المجتمع ما هو؟ أسئلة تحتاج لنظرة ترتقي وترتفع فوق الواقع وتتجاوز ما هو ما هو سائد وما هو موجود وكائن إلى ما هو إلى ما يجب أن يكون؟

المقام لا يسمح بالتفصيل الدقيق في ماهية المجتمعات وكيفية نشوئها لذلك أكتفي بالاختصار والتمثيل البسيط.

فأقول ابتداء إن الذي يجعل المجتمع أي مجتمع، مجتمع هو نفس الشيء الذي يجعل من مئة نفر يعيشون في قرية صغيرة يشكلون مجتمع، في حين ألف شخص أو أكثر يتجمعون في باخرة عملاقة مثل تايتنك مثلا ما يشكلون مجتمع، فإيش هو الفرق بين التجمعين؟

بين المية والألف؟ لماذا اعتبرنا التجمع الأول مجتمع ولم نعتبر الثاني مجتمع؟

الجواب 

أن في علاقات نشأت بين أفراد التجمع الأول "علاقات" وعلاقات اكتسبت صفة لنقل صفة الديمومة لوجود أفكار عامة متفق عليها بين الناس ووجود مشاعر وأنظمة تطبق هذه الأفكار وهذه المشاعر واحتاج الناس في عيشهم وعلاقاتهم الدائمية هذه إلى رابطة تجمعهم، رابطة ترسم لهم الهوية وتحدد الحقوق وتحدد الواجبات، فهل تصلح الرابطة الوطنية لأن تقوم بهذا الدور وهل يصلح الوطن وهو موطن أو مكان للإقامة هل يصلح لإن يوحد تطلعات الناس ووجهات نظرهم وأهدافهم في الحياة؟

أيش دخل الأرض في النظرة في رموز التاريخية مثلا، أو ما هو رأي الأرض أو الوطن في علاج مشكلة التضخم؟ 

الجواب بملء الفم لا شيء

ما لا علاقة الأرض أو الموطن بإقامة مثل هذه الأمور ولا تثريب ولا عتب على الوطن لأن الوطن أو الموطن للإقامة خلق كبقعة جغرافية ولم يوجد كعقيدة أو مبدأ أو فكر يعالج مشاكل الحياة، نعم الوحدة الوطنية لا يمكن لها أن تربط الناس ربط دائمي صحيح لأن الربط الدائمي يتطلب متل ما قلنا اتفاق على نظرة معينة مسبقة للمصالح، والرابطة الوطنية مجرد مجردة لا توفر هذه النظرة

الرابطة الوطنية مجردة لا توفر هذه النظرة فيكون بتالي اللجوء إلى الرابطة الوطنية كاللجوء العشان إلى السراب يحسبه ماء، أسارع بالقول إن الأرض يمكن أن توحد موقف الساكنين فيها في حال كان المجتمع متعرض لعدوان خارجي أي في حال الحرب والقتال، إلا أن ما يخفي على الجميع أن حالة الحرب والعدوان هذه هي حالة استثنائية لنقل حالة طارئة في مقايس البشر وليست حالة دائمة وحالة أصلية وبتالي ما يصلح الطارئ والاستثنائي ليبني مجتمع، وتكوين علاقات دائمية وعلاقات مستقرة ما يصلح.

مثل ما قلنا ارتباط الناس لدفع العدوان الخارجي ينتهي هذا الارتباط بانتهاء ماذا؟

بانتهاء العدوان، وربما يعني استطرادا أن هذا ما يفسر لجوء الدول والأنظمة أحيانا إلى إثارة أو حتى اختراع عدو خارجي لانعاش الارتباط، ارتباط المجتمعي وبث الحيوية والحياة فيه، بالنهاية أقول:

إن حبي لبلدي لا شأن له في نهضة بلدي، حبي لبلدي عاطفة وغريزة، ونهضة البلد عقل وفكر، وفرق شاسع بين بقاء العيش على الأرض وكيفية العيش على الأرض، بقاء العيش على الأرض يشترك فيه الإنسان مع الحيوان أعزكم الله، أما كيفية العيش على الأرض يفترق الإنسان في الحيوان أليس كذلك؟

إن شعوب الأمم هي التي تصبغ البلاد التي تعيش عليها بقناعاتها ومفاهيمها وليس العكس لذا كانت الأرض في ثقافة الإسلام والمسلمين توصف بحسب الحكم المطبق عليها، وليس العكس

يعني دار إسلام ودار كفر، والرابطة في المجتمع إنما تستنبط أو تخرج أو تنبثق من المفاهيم والأحكام الشرعية يلي تحدد مفاهيم دار الإسلام والرعوية الإسلامية أو بمعنى دستوري تحديد الحقوق والواجبات وغيرها من أحكام متعلقة.

إن الذي يصلح في النهاية أو نهاية النهاية إن الذي يصلح لربط الناس هو:

مقتضى قوله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا" وليس اعتصموا بطين وتراب وأرض الآباء والأجداد

هذا وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

إعداد وتقديم: المهندس أسامة الثويني

 

قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة


www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
#الواقية
#قناة_الواقية


الفئات:
» شهر مضان
» فقرة من كتاب

قنوات:
شهر رمضان

العلامات: قناة، | الواقية |