تعليقاتمن شذى رمضان || نودعك يا رمضان !
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين وبعد:
الحمد لله الذي جعل لكل حي نهاية، ولكل زمان أفول، ولكل شروق غروب، ولكل شدة زوال.
ها هو رمضان يوشك على الرحيل، حافلا بما حملناه منبهرا مما قضاه، متحسرا على أشباه الرجال، نادما على ما فات المسلمين من تطبيق شرع الله –سبحانه وتعالى- على أرضه يوصينا رمضان قبل وداعه بأن لا نهجر بيوت الله –سبحانه وتعالى- بعد الرحيل، وأن لا ننسى الأرحام بعد الوداع، ويوصينا أيضا بأمة الإسلام التي تئن تحت حكم الظالمين، ويوصينا أيضا بأن لا ننسى واجبنا نحوها، ويوصينا أيضا بتاج الفروض، هذا الفرض العظيم الذي مر رمضان وها هو يوشك على الانتهاء ولم تكتحل أعيننا بتطبيقه وبوجوده مطبقا في دولة الخلافة الراشدة التي بشر بها نبينا –صلى الله عليه وسلم- والتي بها ترد الحقوق إلى أصحابها، وبها تصان الأعراض وبها تحفظ بيضة الإسلام، وبها ترفع راية النبي –صلى الله عليه وسلم- خفاقة فوق روما كما رفعت سابقا فوق القسطنطينية، يودعنا رمضان في هذه الأيام ونحن نقول له: كم كنا نتمنى لو زرتنا ونحن على أبواب المسجد الأقصى نحاصر كيان يهود لاسترجاع فلسطين منهم، كم كنا نتمنى لو زرتنا وخليفة المسلمين يؤم الناس في صلاة التراويح في المسجد الأقصى أو في الحرم المكي ليلا ويقود جيوش المسلمين نهارا ليفتح العالم، وليعيد رمضان شهر الانتصارات والفتوحات بعد أن كان سابقا في أيام حكامنا الظلمة شهر الهزائم والانكسارات، نتمنى يا رمضان لو زرتنا ونحن نسافر معك ضمن أراضي المسلمين من دون جواز سفر ولا موافقات أمنية ولا جدار فصل عنصري ولا أسلاك شائكة من صنع –سايكس وبيكو- التي تمزق جسد أمتنا، نودعك يا رمضان في هذه الأيام سائلين الله-سبحانه وتعالى- أن يكون قدومك علينا في العام المقبل وخليفة المسلمين هو الذي يعلن بدء شهر الصوم بناء على رؤية الهلال بناء على ما أراده الله –سبحانه وتعالى- منا دون أن نرى الصيام وإعلانا بدء الصيام القائم حاليا في هذه الأيام على العلاقات السياسية، نودعك يا رمضان ونحن نتمنى أن تزورنا في العام القادم وجيوش المسلمين تكتسح العالم وتنشر الإسلام وتخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، نودعك يا رمضان ونحن نذكر أنفسنا ونذكر أبناء المسلمين بأن الله –سبحانه وتعالى- الذي قال: "كتب عليكم الصيام" ونفسه القائل: "إن الحكم إلا لله" ونفسه القائل: "وان احكم بينهم بما أنزل الله"
فالذي فرض الصيام هو الذي فرض أيضا الحكم وفرض العمل لإقامة دولة الإسلام
نودعك يا رمضان ونحن واثقون بأن الله-سبحانه وتعالى- سينجز لنا وعده بالتمكين بعد الضعف، وسيحقق لنا بشرى نبيه –صلى الله عليه وسلم- بإقامة الخلافة الراشدة التي قال النبي –صلى الله عليه وسلم: "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة...."
وما ذلك على الله بعزيز، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأستاذ مصطفى سليمان
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
#الواقية
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
الفئات:
شهر مضان
شهر مضان » من شذى رمضان
قنوات:
شهر رمضان