إضاءات: من يرث أمريكا على قيادة العالم؟إعداد وتقديم: د. عثمان بخاش | #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة |
الواقية،,قناة,الواقية,أمريكا,حزب التحرير,ترامب,السياسة الأمريكية
الحلقة: إضاءات: من يرث أمريكا على قيادة العالم؟
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في حديثنا اليوم سنتابع ما نشرته صحيفة –غاردن‑ البريطانية يوم الأحد الماضي إذ نشرت مقالآ يتسائل فيه عن مصير السياسات التي يتبعها الرئيس الأمريكي –ترامب‑، ويطرح المقال جملة من التساؤلات من ذلك أن القرار الذي اتخذه ترامب بالإنسحاب من معاهدة باريس وحينما حضر قمة حلف الناتو في بروكسيل، رفض أن يؤكد إلتزام أمريكا في المادة رقم خمسة، المادة الخامسة، التي تنص على مفهوم الدفاع التزام جميع الدول الأعضاء بالدفاع الجماعي، ويسأل صاحب المقال توجه بسؤال الى السيناتور الامريكي‑جون ميكين‑ سائلآ ماهي الرسالة التي يريد ترامب أن يوصلها؟ فأجابه بأن الرساله أن أمريكا لا تريد أن تقود العالم، يعني بمعنى يفهم جون ميكين هذه السياسات والمواقف المتكررة من قبل ترامب، بأنها تشير الى انسحاب أمريكا من قيادة المسرح الدولي، وهذا الأمر أيضآ عقب عليه‑بندرورس‑ وهو نائب مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس السابق أوباما، قال: في ما مضى كانت أمريكا هي التي تقود جدول الأعمال القمم قمة الدول السبعة، قمة حلف الأطلسي، وما شاكل. أما الآن فمن الواضح أن أمريكا لا تقود هذه الإجتماعات هذه القمم، لا تتحكم ببنودها ومواضيعها، لا بل دخلت في خصومات أمريكا دخلت في خصومات مع شركائها وحلفائها، وهذا كله يصب في أن الدول الأخرى تفقد الحس بأن أمريكا هي القائدة للنظام الدولي، وكذلك تسائل البرفسور –دانيال شيرو‑ في جامعة واشنطن بأن واقع سياسات ترامب معناها أن ما بنته أمريكا في العقود السابقة من بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن حيث تترأس أمريكا على قمة النظام الدولي فهذا كله الآن يتعرض للإنهيار حسب نظرة ترامب، الذي يقدم شعار أمريكا أولآ، هذا الشعار الذي طرحه ترامب والذي برر به الإنسحاب بمعاهدة باريس هذا الإنسحاب الذي أحدث ضجة كبرى على المستوى الدولي، بل حتى في المسرح الداخلي في أمريكا، فوضع أمريكا في حالة الإنعزال، يعني معاهدة باريس الدولية التي سبق لإداراة الرئيس أوباما أن شاركت في صيغتها والتوصل الى بنودها لم يوقعها سوى دولتان هما سوريا ونيكراغوا، والآن أصبحوا ثلاث دول أمريكا معهم، هذا الواقع استفز كثيرين يعني منهم وزيرة خارجية كندا، التي ألقت خطابآ في برلمان كندي وقالت فيه إن إذا اسحبت أمريكا من قيادة النظام الدولي فإن كندا مستعدة للعمل على الحفاظ على هذا النظام الدولي يعني ملئ الفراغ، أيضآ سبق هذا القول تصريح رئيس الصين في قوله في مؤتمر ‑ديفوس‑ حينما قال بنفس الموقف بأن أذا كانت أمريكا ستنسحب من قيادة المسرح الدولي فإن الصين مستعدة لملئ هذا الفراغ، وأيضآ تكرر هذا الأمر في تصريح الرئيس الألماني لحالي‑فولتر اشتايمر‑ في خطابه الرئاسي الذي قال بأن سياسات ترامب معناها بأن ألمانيا مضطرة لملئ هذا الفراغ الذي ينتج عن المواقف أمريكية، وأيضآ تكرر هذا الموقف على لسان المستشارة الألمانية‑انجيلا ميركل‑ بعد جولة ترامب الأخيرة في اوربا إذ قالت بأن الأوربيين لا يستطيعون أن يركنوا الى أو الوثوق بالقيادة الأمريكية وأن على الأوربيين أن يعتمدوا على أنفسهم في تدبير شؤونهم، فهذه جملة من المواقف التي تطرح التساؤل بعن مصير السياسات التي يتبعها ترامب، وتأثير ذلك على المسرح الدولي وهل سيشهد العالم الدخول بمرحلة جديدة ما يسمى تعددية قطبية؟ أي بروز قوى أوربا، الصين، وغريها. الى أي درجة سيسير ترامب في هذه السياسات التي دون شك تضعف من القبضة الأمريكية، أو القيادة الأمريكية للمسرح الدولي، وهذا الفراغ من شأنها أن يفتح الباب والمجال لظهور قوى أخرى تعمل على إثبات وجودها في الساحة الدولية، ولمشاركة في القيادة المسرح الدولي. هذه الأحداث تفرض علينا نحن معشر المسلمين مراقبتها بدقة لما لها من انعكاسات على منطقتنا وعلى قضايانا، طبعآ من الناحية الشرعية نذكر الجميع بأن المسلمين يجب عليهم شرعآ أن يسوسو شؤونهم سواء في الداخل أو في الخارج بأنفسهم بمعنى أن لا يقبلوا ولا يتبعوا سياسات دول أخرى لا يجوز للمسلم أن يحتمي بكيانات أخرى، لا يجوز للمسلمين أن يقبلوا بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيهم، فضلآ أن يكون أي هناك أي نفوذ أجنبي في بلاد المسلمين، أو في إدارة شؤونهم، كما للأسف كماهو واقع اليوم. فلعل في هذا التطور الذي القائم في مجريات العالم، هذا يعطينا فسحة من المجال للإستفادة من هذا التغير لحتى نسترد قيادة شؤوننا، وملفاتنا، ونسترد قرارنا بأنفسنا، وليس أن نكون تبعآ لغيرنا، الأصل بأمة الإسلام أن تكون خير أمة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونؤمن بالله‑سبحانه عزوجل‑، نحن أمة الله‑سبحانه وتعالى‑ ابتعثنا لنكون خير أمة، لنكون شهداء على الناس، لنخرجهم من ظلمات الكفر، لعدل الإسلام وبهذا يقول الحق‑سبحانه‑ : " وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا".
فنحن أمة وسط، ونحن الذين جديرون بقيادة البشرية، وإخراجها من عفن النظام الرأسمالي، والحضارة المادية المفلسة التي انكشفت عوارها للجميع، نحن أمة محمد القائم على شهادة‑لا إله إلا الله محمد رسول الله‑ هذا هو دورنا في الحياة، وليس أن نبقى كالأيتام على مائدة اللآم بل العكس نحن نحمل مشعل الحضارة الإسلامية، مشعل الرسالة الإسلامية التي تنشر العدل والرحمة والأمان لجميع العالم مسلمين، وغير مسلمين، هذا ما هو حري بنا أن نعمل عليه. والله الهادي لسواء السبيل . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
| #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة |