نظرة على الأحداث (208): حركة السترات الصفراء في فرنسا
هيثم الناصر: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الإخوة الكرام مشاهدي "قناة الواقية" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحيكم في هذا اللقاء الجديد من "نظرة على الأحداث"، حديثنا اليوم حول "حركة السترة الصفراء في فرنسا"، نستضيف الأخ –بلال القصراوي-
بلال القصراوي: حياك الله
هيثم الناصر: أهلا وسهلا، حيا الله أبو إبراهيم
بلال القصراوي: حياكم الله
هيثم الناصر: هل كان مفاجئا أن تقوم هذه الحركة في فرنسا؟
بلال القصراوي: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على رسول الله، الحقيقة أنها لم تكن مفاجئة أن تقوم في فرنسا أو تقوم هذه الحركة أو شبيهاتها بالعالم الغربي الديمقراطي الرأسمالي، لأنه سبق هذه الحركة في فرنسا حركات عديدة حدثت في أوروبا وفي أمريكا حتى
هيثم الناصر: نعم
بلال القصراوي: من مثل احتلوا –وول ستريت- حركة احتلوا –وول ستريت- لقامت في أمريكا وقمعتها أمريكا، لماذا ليس مفاجئا وليس مستبعدا؟ نتيجة الظلم الممارس على الناس في تلك الدول الاستعمارية، هذه الدول تطبق المبدأ الرأسمالي الديمقراطي ونحن نعلم أن المبدأ الرأسمالي وجد خدمة للأفراد، خدمة للأغنياء، وذلك أبرز ما في انتفاضة أو حركة السترات الصفراء في فرنسا أو انتفاضة فرنسا والشعب الفرنسي هو عبارة إنو –ماكرون- هو رئيس الأغنياء
هيثم الناصر: نعم
بلال القصراوي: وهذا يصدق على كل حكام وزعماء الدول الأوروبية والغربية عموما، أنهم زعماء ورؤساء للأغنياء لأنه ابتداء أصلا هؤلاء الرؤساء لا يأتون فرزا طبيعيا من الناس، ابتداء، حتى مسألة مجيئهم يعني بالإضافة إلى ظلم المبدأ الرأسمالي هؤلاء يأتون فرزا اصطناعيا من رؤوس الأموال
هيثم الناصر: صحيح
بلال القصراوي: رؤوس الأموال والشركات الكبرى هي التي تأتي بهؤلاء يلي هم يعني جزء رئيسي مما يسمى بالدول العميقة في تلك المناطق، هم لا يأتون تعبيرا عن نبض الشارع يعني يقال عن –نيكسون- كما ورد في كتاب مفاهيم سياسية أو نظرات سياسية لحزب التحرير بيقول: إنه نيكسون لم يكن صناعة طبيعية فوزه مرتين في انتخابات الأمريكية لأنه أصلا كان سبق قد سقط سقوطا ذريعا في انتخابات إحدى الولايات لكن تبنته الشركات الرأسمالية وأبرزته مثلما يحدث مع كل الرؤساء حتى –أوباما- حتى –ترامب- لم يكن فرزآ طبيعيا جاء به الشارع الأمريكي إنما كان فرزا اصطناعيا صنعته الشركات المالية الرأسمالية الضخمة العملاقة التي حقيقة تسن القوانين لأجلها، وهذا لا يخفى القوانين تسن في تلك الدول في المبدأ الديمقراطي الرأسمالي خدمة لهذه الشركات الكبرى، وهذا كان واضح في مظاهرات يلي في فرنسا إنه قاموا اعتراضا على قوانين التي سنت والتي بموجبها تم التقليل الضرائب على الأغنياء والأثرياء ورجال الأعمال وتم زيادتها على عامة الناس من خلال وسائل عديدة بشكل مباشر أو غير مباشر، بشكل غير مباشر مثل زيادة أسعار الديزل والبنزين يلي كان سببا مباشرا في انتفاضة الناس.
هيثم الناصر: هل هذا يعني أن الحركة حركة طبيعية؟
بلال القصراوي: هي في الأصل حركة طبيعية
هيثم الناصر: بدون دفع الناس
بلال القصراوي: آه حركة طبيعية وهذه الحركة الطبيعية يعني بدأت تنتشر إلى بلجيكيا إلى هولندا إلى بلغاريا إلى إسبانيا وجزء من ألمانيا يعني صحيح بنفس الزخم الذي في فرنسا، فرنسا يعني تعتبر نفسها والشعب الفرنسي يعتبر نفسه إنه هو صاحب فكرة الحرية، الثورة الفرنسية هي التي أتت بالمبدأ الرأسمالي الديمقراطي والمفكرين الفرنسيين وحملها نابليون إلى أوروبا وإلى العالم نشرها، فهم بيعتبروا أنفسهم هم المثقفين هم يحملوا مشعل الحرية فقامت الناس تتحرك تعبيرا عن الظلم الذي يمارس عليهم
هيثم الناصر: من ضمن كلام –ماكرون- أمس يقول: إنه أنا يعني جزء من المشكلة ولكن ليس أنا كل المشكلة، بمعنى هي قضية قديمة مسألة متراكمة
بلال القصراوي: صحيح، صحيح هو في مسألة مهمة يعني ماكرون يعني خلينا نقول نهجه أقرب على نهج ديغول، ويبدوا إنه يتكرر ما حدث مع ديغول يعني وهذه مسألة متعلقة أيضا بمحاولة إثبات أو سعي عظمة فرنسا يلي كانوا دائما حكام فرنسا على مر القرون ليسعوا لإيجاد هذه العظمة، وفي العصر الحديث كان ديغول أبرزهم يلي قاد التحرر من ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وحاول أن يصنع ويقتعد مكان بين دول العظمى وأن ينافس أمريكا وبريطانيا إلا إنه في طبيعة في الشعب الفرنسي صحيح أنه يرى نفسه أنه هو صاحب مشعل الحرية وصاحب فكرة الديمقراطية لكنه شعب يميل إلى الادعاء أكثر ما يميل أن يكون شعب
هيثم الناصر: مناضل
بلال القصراوي: مناضل أو يعني فيه ناحية العظمة التي يتوارثها الأجيال كما يحدث في ألمانيا مثلا يعني أو في عند الإنجليز يعني الألمان يروا في أنفسهم إنهم دم مميز، عرق مميز يجب أن يسود العالم كذلك الإنجليز، الفرنسيين ما عندهم الاستعداد للتضحية
–ماكرون- حاول بهذا الاتجاه، لكن الشعب الفرنسي ما ساعده أضف إلى ذلك إنه –ماكرون- بيقول: إنه الظلم يعني واضح من كلامه إنه أنا جزء من المشكلة والجزء الأكبر مش مني متوارث، طبيعة المبدأ الرأسمالي هو يحدث إشكاليات أكبر مما يحدث حلول، على قضية إنه يعني الحركة طبيعية ولى مفتعلة؟ لا الحركة طبيعية طيب في آخرين حاولوا يستغلوها؟ يبدوا أن أمريكا حاولت تستغلها وتصريحات وتغريدات ترامب كانت واضحة بهذا الاتجاه، وحاول يجيرها ضد سياسة فرنسا في موضوع ما يسمى اتفاقية المناخ وإنه إنت يا ماكرون كنت مخطأ وأنا بحب الشعب الفرنسي وإنه من حق الشعب الفرنسي، والشعب الفرنسي أسقط اتفاقية المناخ يلي إنت كنت تسعى إلى تثبيتها عالميا، حتى أمريكا كانت واضحة كثيرا إذا كان لها يد. لها يد في تأييد واضح يعني وزير الداخلية الفرنسي طلب من ترامب أن لا يتدخل في الشأن الداخلي الفرنسي، لكن هل الأمريكان هم وراءها؟ لا ممكن يستغلوها، ممكن أيدوها، ممكن طلبوا من الشعوبيين يلي هم المتطرفين اليمينيين يلي توافدوا من أوروبا على فرنسا، يعني إحنا رأينا أحداث عنيفة هاي الأحداث استهدفت رموز فرنسا مثل –قوس النصر، شارع الشانزليزيه وغيرها- وفي كان خراب وتدمير يبدوا إنه اليمين المتطرف الراديكالي كان وراء هذا وجاؤوا من أكثر من مكان لأوروبا
هيثم الناصر: وهذا ما يبرر الرد العنيف من القوات الفرنسية الشرطة؟
بلال القصراوي: نعم، هي في أصلها طبيعية لكن ممكن أمريكا تحاول أن تستغلها تأييد ترامب لها واضح من خلال توتير، أمريكا ترى أنه لا بد من دعم الشعوبيين من دعم اليمين لأنه اليمين يحمل فكرة مضادة للاتحاد الأوروبي يلي بتحملها أمريكا، ويحمل فكرة تخالف ما يطرحه ماكرون وتخالف ما تطرحه السياسة الفرنسية، منذ ديغول. يعني ديغول كان هو ممن سعى للاتحاد الأوروبي مما سعى إلى جيش أوروبي موحد، مما سعى إلى تقوية يعني مركز فرنسا بألمانيا وألمانيا بفرنسا حتى تستطيع أن تقف أمام الدول العظمى ان يكون لها كيان مستقل يستطيع أن يقف ويجابه أمريكا او الاتحاد السوفيتي وقتها في ذلك الوقت، وماكرون يسير في هذا الاتجاه وما أخفى ذلك. أمريكا واضح أنها كانت غاضبة على ماكرون لكن هل أمريكا كانت وراء الحدث؟ لا الأغلب إنه أمريكا استغلت الحدث من خلال حتى التصريح الصريح الذي صرحه ترامب في تغريداته لكن الحدث يعبر عن ظلم يعيشه الناس في تلك الدول، رغم إنه فرنسا دولة استعمارية من الطراز العتيق والقديم يعني على مر القرون، وهي قد ذاق المسلمين منها الويلات، وفي أفريقيا في الجزائر ولا يزالوا رغم النهب الذي تنهبه وتسرقه فرنسا يعني أحد السياسيين الوزراء السابقين الفرنسيين بيقول: إنه رفع النفط أسعار الوقود وهم بيسرقوا النفط من أفريقيا! يعني سياسي فرنسي بيقول هذا الكلام! معناته إنه الظلم الناس تشعر إنه هاي رغم كل هذا النهب وفي رفع أسعار خدمة للأغنياء
هيثم الناصر: هل تعتقد بإنه حديث ماكرون أمس من الممكن أن يساهم في تخفيض حدة التوتر إن جاء؟
بلال القصراوي: المطالب يلي تم المطالبة فيها وطبيعي هاي المطالب وحركة الناس كانت بعيدة عن الأحزاب الفرنسية وعن النقابات الفرنسية
هيثم الناصر: نعم
بلال القصراوي: يلي هي دليل أنها وليدة الشارع ووليدة رد فعل طبيعي على الظلم الذي يمارس على الناس والذي يمارس على البشرية، يعني إنت أنا إذا بتسمحلي في مسألة يعني بعض أبناء المسلمين المضلل فيهم بيقلك والله إحنا بدنا حرية أو العلمانيين أو الناس المضللين أو المضبوعين بالثقافة الغربية بيضربلك النموذج الفرنسي أو النموذج الأوروبي عموما أو الغربي إنه إحنا بدنا نعيش مثل هؤلاء! فلينظر هؤلاء إلى ما يحدث في فرنسا إلى ما يحدث في أوروبا إلى الظلم الذي يعاني منه الناس الأمرين يلي خرجوا إلى الشوارع بمئات الألوف شايف علي! في حركة عفوية لم تكن وراءها لا أحزاب ولا نقابات نتيجة ظلم يعني السبب الخروج يلي كان ناشر فيديو قامت به امرأة فرنسية شايف علي! تمت مشاهدته من قبل 6 مليون شخص بعدها بدأت المناداة على موضوع رفع البنزين والديزل، فلهؤلاء وللمضبوعين بالثقافة الغربية والمضبوعين بالحياة الغربية والمضبوعين بالرخاء الغربي شايف علي! وهذه الدول الاستعمارية التي تستعمرنا وتستعبد المسلمين وتنهب خيرات المسلمين انظروا إلى هؤلاء حتى على شعوبهم يمارسون الظلم، لأنه الظلم في المبدأ الرأسمالي نفسه وبالتالي ما في عدل إلا في الإسلام
هيثم الناصر: في أصل تكوين المبدأ
بلال القصراوي: في أصل تكوين المبدأ الرأسمالي
هيثم الناصر: نعم، الأرقام يعني يلي تتحدث عن ذلك 46 % إحصائية أمس تأخذ الدولة الفرنسية ضرائب! يعني تكاد تكون يعني نصف ما يجنيه الناس، وليست كل الناس بطبيعة الحال يعني الأغنياء هم خارجون عن هذه
بلال القصراوي: نعم يعني حتى النفط. النفط لسا أعلى نسبة فيه، 60% من ثمن الوقود والمحروقات يأخذ ضرائب يعني بمعنى إذا أنت بتشتري وقود بعشر يورو ستة يورو بتذهب ضرائب للدولة الفرنسية فيعني هذه الضرائب في النهاية بترحل الأموال من أيدي عامة الناس إلى أيدي فئة قليلة يلي هي أصحابين الشركات وأصحابين الأموال ورجال الأعمال، يعني الاحصائيات يلي في العالم كلها والعالم الغربي يلي بيقولوا عنه العالم الغني والعالم ويلي فيه المليارديرات هو هذا المليارديرات هي أموال بين الناس تم سحبها من أيدي الناس لتقع في أيدي فئة فبعض الإحصائيات بقلك إنه 80 أو 90% من أموال بلدنا بتكون بيد 5% فقط من الشعب، و95% لديهم فقط 20% من الثروة! شوف الظلم يلي جاء فيه مبدأ الرأسمالي في حين الإسلام يعني القضية عنده الأساسية شايف علي! يلي هي كي لا تكون دولة بين الأغنياء منكم" ربنا بيقول "كي لا يكون دولة بين" يعني مال يجب أن لا يتداولها الأغنياء فقط في المبدأ الرأسمالي الديمقراطي الذي يتداول المال هم هؤلاء الأثرياء على باقي حساب الناس، الناس لا تجد يعني حتى يعني صحيح الرواتب عالية قد يكون معدل الدخل 2000 أو 3000 يورو في أوروبا لكن طبيعة الحياة غالية جدا ودائما في تضخم في الأسعار لأنه طبيعة المبدأ الرأسمالي فيه التضخم دائم ومستمر بالإضافة للبطالة ، فيرتب على ذلك فقرآ!
الإسلام لا، الإسلام جاء بسلسلة أحكام شرعية في النظام الاقتصادي تمنع تكرس المال واحتكار الأغنياء للمال، فالمال يوزع من خلال ليس يأتي الخليفة بيقول للأغنياء هاتو مالكم لا لا
سلسلة الأحكام سواء بالإرث سواء بالملكية العامة سواء بالزكاة سواء بالصدقات، سلسلة هذه الأحكام شايف علي! يعني الإسلام ما جاء وقال حدد كم يعني الكم والكيفية والنوع، إجى حدد النوع ما تمتلك كيف ما تمتلك يعني مثلا الربا ممنوع تمتلك من خلاله، الخنزير الخمر
ملكيات معينة حرمها نوعيات معينة وكيفيات معينة، لكن ما حدد الكم لكن لما حدد النوع وحدد الكيف تحددت تلقائيا الكم، هناك أغنياء لكن الغنى الفاحش الذي يستهلك مال الناس هذا غير موجود في الإسلام بالعكس أحكامه وعلى مر التاريخ،
هيثم الناصر: بحيث..
بلال القصراوي: ما كان هناك أزمة فقر عند المسلمين
هيثم الناصر: فئة 5% تضع يدها على المال العام هذا يعني...
بلال القصراوي: لا لا هذا طبيعيا يعني إنت يعني إحنا بنتحدث في الأحكام الشرعية وتتحدث عن تواريخ تاريخ عريق 1400 عام، لم تحدث عند المسلمين مشكلة فقر ولم تحدث عند المسلمين مشكلة بطالة ولم تحدث عند المسلمين مشكلة تضخم وطبعا عدم وجود تضخم بسبب وجود النقد الذهب والفضة شايف علي! المسألة النصب والاحتيال الذي يتم عالميا بطبع ورق لا يكلف شيء هذا أدى إلى التضخم الدائم الطمع والاحتكار أدى إلى التضخم الدائم، الإسلام سلسلة الأحكام الموجودة سواء اقتصادية سياسية اجتماعية في النهاية جعل إنه أنا مستأمن على هذا المال قضيتي ليس المال غايتي في الحياة ليس أن أجمع المال، "والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم، يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم فذوقوا ما كنتم تكنزون"
القضية في الإسلام محلولة لذلك البشرية وأهل فرنسا وأهل السترات الصفراء يلي خرجوا ما إلهم حل إلا بالإسلام
الحل الوحيد للبشرية جمعاء وللمسلمين يلي هو إقامة شرع الله وإقامة حكم الله وإقامة النظام الاقتصادي الإسلامي يلي إن جاع الناس يجوع الخليفة قبلهم، ويجوع الوزراء قبل الناس وإن عري الناس يعرى الخليفة والوزراء قبل أن يعرى الناس
لكن تاريخيا ما كان ذلك أن يكون لأنه العدالة عدالة ربانية مش عدالة بشرية
هيثم الناصر: بارك الله فيك
بلال القصراوي: وفيك بارك الله
هيثم الناصر: وأحسن إليك
بلال القصراوي: وأحسن إليك
هيثم الناصر: ولكم جزيل الشكر على المتابعة مع حدث آخر نلقاكم دائما على خير
السلام عليكم
05 من ربيع الآخر 1440هـ| 12/12/2018
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
#الخلافة
#حزب_التحرير
#قناةـالواقية
#الواقية #قناة
الفئات:
نظرة على الأحداث
قنوات:
برامج الواقية
