اللهم إني صائم|| السعادة في الإسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ونبينا محمد –صلى الله عليه وسلم- تسليما كثيرا، تقبل لله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال لوجهه الكريم
السعادة في رمضان، كثير من الناس يظنون أن تحقيق المتعة في رمضان إنما يكون بإعداد ما لذ وطاب من الطعام أو بالنوم تحت المكيفات الباردة للهواء، أو بالسهر وراء القنوات الفضائية حتى وقت متأخر من الليل أو حتى ساعات الفجر الأولى ثم ينوم بنهار حتى يضيع وقت النهار، فيكون الإنسان قد استلذ بصومه وقد تمتع في هذه الأوقات، الذي يفعل ذلك فإنه واهم وساذج وهو لم يدرك حقيقة الطاعة، ولم يدرك هذه النعمة العظيمة نعمة الصوم
الصوم حكم شرعي ينبغي أن يقوم به العبد طاعة لله –سبحانه وتعالى- لا أن يتهرب من حكم الله –سبحانه وتعالى- بأن يجعل بعض الأشياء مثل السهر والقنوات والملهيات واللعب والكتشينة وما إلى ذلك ولعب الورق حتى يضيع الوقت، هناك خلل جوهري في مفهوم السعادة
السعادة ليست هي الأخذ بأكبر قدر من المتع الجسدية كما صور الغربيون ذلك، فهذا التعريف تعريف خاطئ لمعنى السعادة
السعادة عند المسلمين هي نوال رضوان الله –سبحانه وتعالى- بأي وسيلة أمر الله –سبحانه وتعالى- بأن هذه الطاعة إنما تتحقق كذا فإنها لا بد أن تحقق السعادة لأن المحصلة والثمرة فيها أن المسلم يفعل الطاعة هذه سواء كان طاعة صيام أو طاعة حج أو طاعة الصلاة أو غيرها، إنما يفعل ذلك تقربا إلى الله –سبحانه وتعالى- لينال رضوان الله، فلذلك إن المسلم اتبع رضوان الله وطاعة الله، فإنه سيكون سعيدا، أما إنه إن كان يهرب من طاعة الله بأن مثلا في رمضان تجد الناس كثيرا يجعلون تضيع أوقات رمضان سببا لتخفيف حدة الصوم، ولكن الله يحب منا أن نجوع يحب منا أن نعطش وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون، فالله –سبحانه وتعالى- يريد منا أن نشكر هذه النعمة
الصوم شكر نشكره لأنه نعمة لا أن نهرب منه لذلك خطورة تعريف السعادة عند المسلم تجعله يهرب من الطاعات ويجعل أشياء حتى يخفف بها الطاعة، الطاعة لا تخفف إنما الطاعة تؤدى كلها
وهذا كله في شأن الطاعات الأخرى، عندما يأمرنا الله بالجهاد مثلا فإننا لا نخاف من الكافرين المستعمرين بأننا ارهابيون بأننا متطرفون فلذلك نحن نجعل التبريرات لنمتنع عن الإسلام إلى الناس لهذه المتاريس الذي وضعها المستعمر، لا إنما نفعل الطاعة إذا أمرنا بها، وكذلك إقامة الخلافة دولة الإسلام والمسلمين لا نخاف من الكافر المستعمر ولا من إعلامه الخبيث الماكر المتواطئ ضد الأمة الذي يصور الخلافة دولة المسلمين باعتبارها مجموعة من القتلة وما إلى ذلك من الأمور
إن الخلافة هي حكم الله، وهي وعد الله –سبحانه وتعالى- وبشرى رسول –صلى الله عليه وسلم- وهي الواجب الشرعي الذي أمر الله به أن يقيموه فلذلك المسلمين لا يجعلون المتاريس حتى يحققوا السعادة التي يظنوها والتي يفهمونها أنها ستكون بغير حكم الله وبغير طاعة الله، السعادة في الإسلام تعني نوال رضوان الله –سبحانه وتعالى-
فكلما المسلم طبق الحكم الشرعي الذي طلب منه وفعل الفعل الذي أمره الله به فإنه سيكون في سعادة، أما أنه إذا كان سيهرب من طاعة الله وأنه سيجعل مبررات حتى أنه لا يتقيد بما أمر الله فإن الإنسان سيعيش حية ضنكا حياة ذل حياة هوان
وهذا ما قال الله –سبحانه وتعالى- في سورة طه: "فمن اتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن الذكر فإن له معيشة ضنكا"
نسأل الله –سبحانه وتعالى- أن يعيننا على طاعته وعلى هداه وعلى تحكيم شرعه وعلى إقامتها خلافة راشدة على منهاج النبوة نحكم فيها شرعه ونرفع فيها رايات دينه حتى نعود كما كنا خير أمة أخرجت للناس
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.محمد جامع / السودان
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
#الواقية
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
الفئات:
شهر مضان
شهر مضان » اللهم إني صائم
قنوات:
شهر رمضان
