اللهم إني صائم || الفردية ليست من الإسلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا ونبينا وحبيبنا محمد –صلى الله عليه وسلم- مع تسليم كثيرا
من الأمور الخطيرة التي تهدد طاعة المسلم وهي أمور الفردية في الطاعة والفردية في العبادة، تحدثنا سابقا عن موضوع الجزئية، الإنسان يأخذ جزء من الدين وحسب الهوى والمزاج، وهنا الأمر يتعلق بأن الإنسان يهتم في تعبده وفي طاعته بنفسه، دون أن يهتم بالآخرين، يعني دون أن يكون له اهتمام بأمته، إذ أنه يرى المنكرات ترتكب ويرى المفاسد تسير بين الناس، ويرى الإجرام موجود، يرى فساد في الحكم فساد في الإدارة فساد في المجتمع، يرى الإجرام والباطل يتحكم على كل تفاصيل حياة وهو يظن أنه بنفسه يمكن أن ينجو، إذا صلى وصام وزكى وحج هو قد أدى الذي عليه.
هذا الكلام غير صحيح لأن الله –سبحانه وتعالى- من العبادات والطاعات له أمرنا أن نؤديها كما أمرنا بالصلاة وأمرنا بالصيام وغيرها من الطاعات كذلك أمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أمرنا أن نحمل رسالتنا للناس، أمرنا بأن نحاسب المجرمين على إجرامهم، وأن نحث الأمة على أن تفعل الحق وأن تنتهي عن الباطل، وآيات كثيرة في القرآن الكريم وكذلك أحاديث أكدت هذا المعنى، من ذلك قول الله سبحانه وتعالى بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"
فكان من خيرية هذه الأمة ومن مكانتها الكريمة أنها أمة تأمر الناس بالمعروف وتنهاهم كذلك عن المنكر، وفي الجانب الآخر كذلك قال الله –سبحانه وتعالى- آمرا الأمة بأن تقيم جماعات وأحزاب سياسية تقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة حكم الله –سبحانه وتعالى- كما قال الله –سبحانه وتعالى- في سورة آل عمران: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون"
إذا هذه الآيات تدل دلالة واضحة أن القضية ليست فردية، يعني لا يهتم بنفسه فقط يعني الذي يهتم بنفسه وإن تعبد في العبادات الفردية فإنه لن ينجو طالما أن الأمة يعني تفعل المنكرات وهو يرى هذه المنكرات ولا يقوم بإنكارها ولو بلسانه ولا يعمل عملا من شأنها أن يغير هذه المنكرات، وحقيقة أن الذي يزيل المنكرات تماما من على الواقع هو إقامة دولة تطبق الإسلام وتكون من عملها الأساسي هي محاربة المنكرات وإقامة الحق في أي مكان، فلذلك هذا العمل يعتبر من أسمى ومن أرقى ومن أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله –سبحانه وتعالى- كما الله –سبحانه وتعالى- حدثنا في الآيات كنتم خير أمة أخرجت للناس وكما قال الله تعالى: "وإن احكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهواءهم" وكما قال الله –سبحانه وتعالى- "أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون"
فحكم الله وتطبيقه على العباد هو الذي يزيل كل المنكرات، فلذلك الفردية في العبادة غير مقبولة شرعا وهي حرام بل هي سبب للمنكرات عفوا سبب للعقاب وسبب للغضب كما قال النبي –صلى الله عليه وسلم في الحديث: "لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله ليبعث عليكم عقابا ثم لتدعنه فلا يستجاب لكم"
نسأل الله –سبحانه وتعالى- أن يعيننا في إنكار المنكر وإقامة الحق وفي إقامة دولة الإسلام خلافة راشدة على منهاج النبوة تقيم الحق وتحكم بالإسلام وترفع رايات الإسلام فتحقق الأمن وتبسط العدل ونسأل الله أن يكون ذلك قريبا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أ. محمد جامع / السودان
قناة الواقية: انحياز إلى مبدأ الأمة
#الواقية
#قناة_الواقية
www.alwaqiyah.tv | facebook.com/alwaqiyahtv | alwaqiyahtv@twitter
الفئات:
شهر مضان
شهر مضان » اللهم إني صائم
قنوات:
شهر رمضان
