بسم الله الرحمن الرحيمدروس في التفسير آل عمـــــران الشيخ يوسف مخارزة/ بيت المقدستفسير الآية 20لك الحمد يا مولانا على كل حال فأنت خالق الأرض والسماء وأنت الجدير بالحمد والثناء وأنت ربنا الذي رعانا بعينه التي لا تنام عليك يا مولانا توكلنا وإليك أنبنا، و...
بسم,الله,الرحمن,الرحيمدروس,في,التفسير,آل,عمـــــران,الشيخ,يوسف,مخارزة,بيت,المقدستفسير,الآية,20لك,الحمد,يا,مولانا,على,كل,حال,فأنت,خالق,الأرض,والسماء,وأنت,الجدير,بالحمد,والثناء,وأنت,ربنا,الذي,رعانا,بعينه,التي,لا,تنام,عليك,يا,مولانا,توكلنا,وإليك,أنبنا،,و...
بسم الله الرحمن الرحيم
دروس في التفسير
آل عمـــــران
الشيخ يوسف مخارزة/ بيت المقدس
تفسير الآية 20
لك الحمد يا مولانا على كل حال فأنت خالق الأرض والسماء وأنت الجدير بالحمد والثناء وأنت ربنا الذي رعانا بعينه التي لا تنام عليك يا مولانا توكلنا وإليك أنبنا، وإليك المصير فاغفر لنا ذنوبنا وتول أمورنا. إنك على كل شيء قدير تعهد أمرنا يا مولانا وسددنا وفهمنا فإنك أنت العليم الحكيم وصل يا رب وسلم على المبعوث رحمة للعالمين أما بعد أيها الإخوة الكرام يقول الله تعالى مليكنا ذو الجلال في كتابه العزير بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{فإن حاجوك فقل أسلمت وجهي لله ومن اتبعن وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد} صدق الله العظيم
آية متصلة تمام الاتصال بسابقاتها تتكلم في صدود القوم عن الدين وإعراضهم عن الله رب العالمين الله عز وجل شهد أنه لا إله إلا هو وشهد الملائكة وأولو العلم معه ثم إن الله عز وجل قرر أن الدين عنده هو الإسلام وبين لنا أن اختلاف الناس ما كان عن جهالة ولا عن ضلالة وإنما كان من بعد ما جاءهم العلم اختلف الناس بعد علم وبينة وإطلاع وذلك ألأجل ما اعتمل في نفوسهم من البغي وحب الهوى والسير في الباطل وتعظيم غير الله تعالى كان اختلاف الناس بغياً بينهم فكانت كل موجة من موجات الباطل على مدى التاريخ نابعة من هذا العنوان "البغي والاستعلاء والاستكبار عن الحق {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم}
أهل الباطل فوق ضلالهم يحاجون الأنبياء والمنافقين يزخرفون الكلام الباطل ليخدعوا البسطاء.
الناس يعرفون الحق تمام المعرفة، قال الله تعالى في أهل الكتاب: {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم} يعرفون نبوة محمد كما يعرفون أبناءهم، هل وجدتم رجلاً لا يعرف ولده الذي رباه وعاش معه؟ لا! إذن الذي دفعهم للخروج عن طريق الدين هو الهوى، البغي، والطغيان، الاستعلاء، الكبر، الجحود، ثم إنهم بعد ذلك طامعون في المحاجة يعني فوق ضلالهم وفوق انحرافهم هم يأتون ليحاجوا الأنبياء.
يصلون ويصومون، لا، لا، بل يأتي ليقتلهم في المسجد ليطلق عليهم النار ثم يتهم المؤمنين بأنهم هم الذين قتلوه حتى يعلم الناس أن هذا الدين دين الباطل، دين القتل، دين الدماء، دين العدوان، هذا الدين لا يمكن أن يترك في حاله. لو رضي المسلمون أن يصوموا ويصلوا ويحجوا ولا يتدخلوا في شيء، فإن القتل يتبعهم وهم ساجدون، ستقتل، ستموت، ستحاصر، ستؤذى، ستجوع. محمد صلى الله عليه وسلم حوصر، حوصر الكفرة من بني هاشم مع محمد صلى الله عليه وسلم لأجل أنهم أقرباؤه. الكفرة لا يتركون الإسلام ليضيء الأرض {يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم}، {فإن حاجوك} أي يسردون ويعرضون الحجج على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبطلوا الحق بباطلهم بالكلام المزخرف، بالكلام المزين، بالفلسفات والهرطقات، بالكلام العالي الذي يخلب الألباب، الله عز وجل قال لمحمد عن المنافقين: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم} يعني لما بيقولوا أنت بتسمعلهم يعني كلامهم بينسمع.
ميزان الحق في المحاجّة
فالكفار يتكلمون ويحاجون ويريدون أن يبطلوا هذا الدين {فإن حاجوك} في هذا الدين الذي أنت عليه {فقل أسلمت وجهي لله}، المحاجة في الأصل تكون بعرض كل فريق حجته من أجل أن يتبين الحق الغامض الذي غفل عنه الناس، فيلقي كل بحجته، فإن كانت القلوب سوية وصل الناس إلى الحق، أما إن كانت النفوس لا تريد الحق فإن إظهار الحجج لا يغني عن الحق شيئاً، لا يفيد يعني لو وضعت مالاً عند صراف وأخذت منه وصل استلام ثم جئت إليه بعد عام تقول: أد إلي مالي، هذا الوصل أو هذا الإيصال أنا أخذته منك إثباتاً وحجة أن لي عندك مال، فإن قال لك الصراف: أنا لم أعطك هذا الإيصال، هذا إيصال مزور ولم آخذ منك مالاً وهو يعلم أن هذا الإيصال صدر عنه، وهو يعرفه لكنه لا يريد أن يسلم بالحجج، هل ينفع معه النقاش إن أراد أن ينكر؟ أنا لم آخذ منك، هذا إيصال مزيف، هذا مزور، أين الشهود؟ أثبت لي أني أخذت منك شيئاً! هو لا يريد أن يصل إلى الحق، وبالتالي لا ينفع معه إلا أن تكله إلى الله ليتدبر أمره، يعني الملف تطلب أن يرفع إلى الله رب العالمين.
{فإن حاجوك فقلت أسلمت وجهي لله} عادة تكون الحجج بينات، إثباتات، أدلة، لكن أسلمت وجهي لله يعني كأنها تعني الإعراض عن النقاش، الإعراض عن المحاجة كما فهم كثير من العلماء، أنه يعني خلص هدول أهل باطل، أهل بغي، لا يريدون الحق، يعني هل تريد أن تعرض لهم الأدلة والبينات وهم ضلوا من بعد ما جاءهم العلم؟ يعني {وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم} يعني ناس ضلوا بعد أن جاءهم العلم، يعني هل ينفع سرد الحجج أمامهم؟ قال بعض أهل العلم: إن هذا القول معناه الإعراض عن المحاجة، وقال آخرون: إن هذا القول فيه محاجة لهم وإبطال لحجتهم. كيف؟ يعني هؤلاء القوم بعد أن علموا أمر الله وهم يعلمون ويؤمنون بالله ويقولون الله الذي خلق السماوات والأرض حتى الأميين حتى المشركين من العرب ربنا بيقول: {ولئن سألتهم من الذي خلق السموات والأرض ليقولن خلقهن السميع العليم} يعني الله يلي خلقهم يعني هم مقرون أن الله الذي خلق السماوات والأرض،
طيب أنتم مقرون أن الله خلق السموات والأرض وهو الذي خلقكم، يعني هذا الإقرار ألا يعني شيئاً؟ يعني أنت سلمت أن ألله خلق السموات والأرض وهو خلقك، وخلق الأنعام، وخلق الدواب، والعشب، والحشائش، والطعام، والشراب، يعني هذا الكلام مجرد ينهي القصة، لو أنت دخلت دولة يعني نزلت بك الطائرة في دولة من الدول وقلت: أنا الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا البلد يحكمها ترامب الأهوج، يعني إقرارك أن هذه الولايات المتحدة الأمريكية لا يرتب عليك شيئاً حتى لو أنكرت أنك في الولايات المتحدة الأمريكية ستجد منادياً يناديك أعطني الجواز، أعطني الوثيقة، كم يوم ستقيم؟ هل معك إذن بالدخول؟ فإن كان معك إذن أين ستقيم؟ جنسيتك؟ أعطيني وثائقك، أنت الآن تخضع لقانون الولايات المتحدة الأمريكية، إن أنت فعلت فعلاً يخالف قانون الولايات المتحدة الأمريكية سوف تعاقب وفق هذا القانون، يعني أنت ما دمت موجوداً تحت سلطان هؤلاء الخلق فأنت تخضع لقانونهم. ولو ذهبت إلى أي بلد في العالم، الصين، روسيا، أي بلد دخلتها تخضع لقانونها، ينبغي أن تخضع للقانون، لا يجوز لك أن تتمرد على قانون الدولة، أنت تعيش فيها.
طيب ولله المثل الأعلى- هذا الكون أنت سلمت أنه لله ومخلوق من مخلوقات الله، وأنك أنت مخلوق لله، طيب ألا يعني هذا أن تخضع لقانون الله؟ يعني دخولك في الولايات المتحدة الأمريكية أنك تخضع لقانونهم، لكن أنت في ملك الله لا تخضع لقانونه؟
ليش؟ لأنه ما فيش شرطة، الله ما وظف شرطة يعني موجودين بيشتغلوا يعني بيضربوك، لو في شرطة للصلاة، الله لو نزل شرطة من الملائكة وقال لهم: اللي ما بيصلي اجلدوه؟ (ارموا زيتوناته يعني) إنه بيسترتجي يضل في الشارع؟ يوم بيقول الله أكبر المسجد بيمتلئ، يعني لو فيه عقاب الله حط شرطة موجودين يضربوا الناس على قانون الله كانوا الناس أسلموا غصب، لكن ربنا أراد أن يختبر الإيمان، الله ما بدو الناس يجوا غصب، الله بدو الناس يجوا عن محبة، اللي ما بيحبوا الله سعر لهم جهنم أوقد عليها آلاف السنين حتى تهيأت لأهلها وذويها. ورب العالمين غني عن العالمين بدو أحباؤه يجوا الناس اللي بيحبوه يجوا. مهما قلّوا فلهم مقام عند الله.
عندما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم {أسلمت وجهي لله} هذه حجة، منطق، برهان، يعني أنا ما دمتم تسلّمون أن الله هو الذي خلقنا وخلقكم وهو الذي خلق السماوات والأرض، فالنتيجة الطبيعية التي يرتضيها العقل البشري أن نخضع للذي خلقنا وخلق السموات والأرض، ولا يعني إنك بتعرف دخلت الولايات المتحدة، وعند دخول الولايات المتحدة الأمريكية أول ما تنزل أنك تخالف القانون ما بتظبط، يعني زي اللي راح على الجسر بدو يروح الأردن وحامل بجيبته مسدس، فهم (فراطة؟؟) بيفتشوها وبتزن عليهم الماكينة. راح أخ واحد معاه مسدس فكره يمر ومعاه مسدس فدخل أول ماكينة وتاني ماكينة ظبطوه زن مسكوه، شو هدا؟ يقول هذا مسدس رح يحبسوه لأنه هو جاي على منطقة لها قانون معين، هو لم يرعى هذا القانون مسكوه، المنطق بيقول أنه تحت سلطان الإنسان ينبغي أن تراعي قانونه، وتحت سلطان الله وله المثل الأعلى ينبغي أن تراعي قانونه ينبغي أن تخضع لله. يعني الخضوع لله هو المنطق السوي السليم الذي يقره الله عز وجل في قلوب المؤمنين وعقولهم، كل إنسان يقبل التمرد على الله هذا إنسان عقله مختل، ما في أحد يأذن لك أن تدخل بيته ثم تفعل ما شئت، في بيت واحد جيت ضيف عنده بدك تنام عنده، تقله أنا ضيفك الليلة، بيقلك أهلا وسهلا، بس تدخل بيت بيصير تقلهم اسمعوا ممنوع اسمع صوت تفرض قوانين؟ ولا بتقلهم يخلف عليك نيمتوني عندهم وين بدكم أنا بنام شوبدكم أنا بسوي؟ بتقعد مذعن، ما بيصير تعمل تصرفات تخالف رأي أهل البيت. لأن هذا البيت ليس لك. سلطان هذا البيت أصحابه وليس أنت. هذا البيت أنت لا تملك دخوله إلا بإذنه ولا الخروج منه إلا بإذنه، ليش يعني كل البيوت وكل الدول وكل الكيانات أنت تحترم نظامها لكن الكون الذي صنعه الله أنت لا تخضع لله فيه؟ هذا جنون، هذا هو الكفر والفسق والإلحاد والإجرام والعدوان، هذا هو البغي الذي ذكره الله عز وجل في الكتاب، هذا هو الطغيان الذي أمات الإيمان في القلوب لذلك كان رد الرسول صلى الله عليه وسلم {وقل أسلمت وجهي لله}
ثم إن المحاجة لم تكن من عقل النبي عليه الصلاة والسلام، النبي صلى الله عليه وسلم على حالة الإذعان لله عز وجل يعني كيف بتقول لواحد روح لعمك قله بيقلك أبوي اعمل كذا، يعني بتروح لعمك بتقله بيقلك أبوي يعني هذا رأي أبوي مش رأيي، يعني أنت مذعن برأي من هو فوقك، لكن لو بتقله أنا بقلك كذا بيقلك شو يا ولد، شو أنت تقلي مين أنت تقلي؟ اللي بيقول ربنا، فقل، يعني بيقول ربنا، فقل، بيقلهم ربنا قلي قل {أسلمت وجهي لله} فهذا تمام الإذعان لله رب العالمين وهذا يظهر أن الذي يحاجج القوم هو الله رب العالمين.
ثم إن المسلم في التعبير عن الخضوع الذي خطه الله عز وجل في كتابه وألقاه في روع محمد صلى الله عليه وسلم وفي قلوب المؤمنين، الله عز وجل يريدك أن تذعن الإذعان التام والتعبير عن الإذعان التام أسلمت وجهي لله والوجه هو أشرف الأعضاء الإنسان إذا دخل في مشكلة بيقول وجهي عليها ما بيقول إيدي عليها ولا ظهري عليها ولا رأسي عليها بيقول وجهي على الموضوع وجه أبو فلان عليها يعني الوجه هو أكرم الأعضاء في الجسد أكرم جزء في جسد الإنسان الوجه، أنت تسجد على وجهك {ويخرون للأذقان يبكون} الأذقان اللحى والوجه جزء من الوجه اللحية يعني بتطيح على لحيتك على وجهك بتطيح على الأرض سجد وجهي للذي خلقه وشق سمعه وبصره. إذن الوجه، يكون التعبير عن الخضوع بالوجه لأنه أشرف الأمكنة في الجسد وأشرف الأعضاء فيه.
{أسلمت وجهي لله} وإسلام الوجه تعبير عن إسلام الذات يعني مش أسلمت وجهي يدي متمردة عن الله ورجلي متمردة. إسلام الوجه يعني الوجه التعبير عن الذات {كل شيء هالك إلا وجهه} تعبير عن الذات وإن قلنا إن لله وجه يليق به ففي إطار {ليس كمثله شيء} دون تشبيه أو تمثيل الله عز وجل يقول: {يد الله فوق أيديهم} {كل شيء هالك إلا وجهه}، هذا كله يفهم في إطار {ليس كمثله شيء} من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تمثيل.
{أسلمت وجهي لله} هذا الإسلام لا يقتصر على النبي صلى الله عليه وسلم، إنما أيضاً يتعداه إلى أمته، {ومن اتبعن} الذين اتبعوا محمداً صلى الله عليه وسلم أيضاً هم أسلموا وجوههم لله؛ لأنه لا معنى للتمرد وقد علموا أن الله هو ملك الوجود وأنه خالق السماوات والأرض، وأنه الذي شهد لنفسه وشهدت له الملائكة وشهد له أولو العلم {أنه لا إله إلا هو} الذي خلق كل هذا الوجود، والذي هو رب كل هذا الوجود، لا معنى للتمرد عليه، إنما مقتضى الكلام ومنطق هذا النسق أن يستسلم المسلم لله رب العالمين. واستسلام المؤمنين من بعد استسلام الرسول صلى الله عليه وسلم هو دخول في الخضوع لله رب العالمين. الخضوع لله الاستسلام لله هذا معنى عظيم. يعني عندنا شكل الإسلام يعني شكل الإسلام وهيئته التي ينبغي أن تكون فيك هي هيئة الخضوع المطلق لله يعني الإذعان يعني ألا تتكلف تحريف الكلم عن مواضعه وألا تتكلف التحايل على الدين، وألا تتكلف أن تلوي أعناق اللصوص لتدل على أهوائك ورغباتك. أن تفهم النصوص كما وردت. من غير تكلف ومن غير تشنج من غير تلاعب ومن غير تحايل؛ لأنه الاستسلام يعني الجفن لا ترتعش، المستسلم يسبل يديه ويخفض هامته وينظر إلى الأرض ويظهر الذل والصغار أمام الذي استسلم بين يديه وهو الله رب العالمين.
{وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم} يعني خاطب الذين أعطاهم الله عز وجل الحجج والبينات والكتب، أنزل فيهم الأنبياء وخاطب أولئك الأميين من مشركي العرب قل لهم {أأسلمتم} قال الزمخشري: إن كلمة أأسلمتم هنا يفيد الاستفهام وفيها التوبيخ، يعني عندما تقيم الأدلة كلها لرجل تقيم كل الأدلة تقيمها ثم ينظر محتاراً تقول له أفهمت لا أم لك! أفهمت ثكلتك أمك؟ يعني الله يجعل أمك تعدمك فهمت! يعني هذا السؤال شو يفيد؟ يفيد التوبيخ يعني أنت بعد كل هذا الشرح ما تفهم؟! يعني بعد ما عرفت أن الله خلق السماوات والأرض والجبال والحجر والشجر والبشر بدك تتمرد ليش؟ كيف بدك تتمرد على اللي خلق كل هذا. كيف يعني؟ كيف تتمرد؟ أنت هذا المكان لله وأنت لله وكل ما حولك لله كيف بدك تتمرد؟ إلا إذا كنت مجنون.
وقال بعض أهل العلم كثير من أهل العلم إنما السؤال هنا يفيد التحضيض والحث والدعوة إلى الدخول في الإسلام فهذا رأي أرجح {وقل للذين أوتوا الكتاب والأميين أأسلمتم} أي هذا حض لهم على دخول الإسلام وهذا عمل النبي عمل النبي أن يحض الناس على الدخول في دين الإسلام وألا يكلهم إلى جحودهم وألا يكلهم إلى إدبارهم مدبر مش مدبر بتبلغ بتدعو. ما في لك عذر {فإن أسلموا فقد اهتدوا} إذا أسلموا وصلوا إلى الهدى وصلت القضية يعني حصل المراد وإن تولوا، أداروا ظهورهم. (قال له.. غير مفهومة يروح؟؟؟؟) خلص انتهينا ومع السلامة، لا لا. {وإن تولوا فإنما عليك البلاغ} إذا تولوا وأعرضوا عليك أن تستمر في البلاغ. البلاغ مهمة الأنبياء {وما على الرسول إلا البلاغ المبين} الرسول الله عز وجل نصب الآيات البينات من حوله للناس والجاحد لا يريد أن يراها. سوف يجد الرسل أناساً مقبلين وقلوبا لينة سوف يجد حملة الدين من الأنبياء والأولياء من يصغي إلى كلماتهم مهما أعرض الناس فإن كلمة الحق لا بد أن تأوي إلى قرار مكين وسوف تأوي إلى أصحاب دين متين يحملونه. هذا الحق لا يضيعه الله عز وجل.
{فإنما عليك البلاغ} البلاغ مهمة الأنبياء لا ينبغي أن يتوقف المؤمن عن البلاغ لأن الرسول عندما استسلم لله أسلم هو من اتبعه فكانت وظيفته وهي البلاغ، وظيفة له ووظيفة لمن اتبعه، فعمل المؤمنين الذي لا ينقطع هو البلاغ. الله عز وجل يقول في كتابه العزيز: {وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير} هذه الآية الأخيرة من سورة الحج. الله عز وجل يطلب من المؤمنين أن يجاهدوا في الله حق جهاده، والجهاد هنا بمفهومه الشامل يشمل بذل الوسع في قتال الأعداء وبذل الوسع في حمل الدين إلى الناس وبذل الوسع في طاعة الله في سائر التكاليف. فالجهاد هاهنا قال بعض أهل العلم إنه يأتي بمعنى الجهاد الأكبر وهو حمل الدين وعليه دليل قول الرسول صلى الله عليه وسلم عندما رجع من تبوك قال: "رجعنا من الجهاد الأصغر -وهو القتال- إلى الجهاد الأكبر" وهو حمل الدين وحمل الأمانة وحمل التكاليف، وليس الجهاد الأكبر حفر القنوات والآبار للزراعة والصناعة كما فهم البعض. إن الجهاد الأكبر هو القيام بعمارة الأرض وفق التكاليف الربانية لأنه عمارة الأرض كلها أحكام الشركات كل عمل من الأعمال له أحكام شرعية تتصل به فأنت عندما تعمر الأرض تحيط بك وتحف بك التكاليف وأوامر الله عز وجل فالصبر ومجاهدة النفس ومجاهدة الهوى على القيام بهذه التكاليف هو الجهاد الأكبر الجهاد الأكبر الجهاد الذي يحتاج إلى الإيمان. الجهاد اللي هو القتال يعني لو واحد (غير مفهومة) شجاع يستطيع أن يقاتل شجاع ما عنده إيمان بس شجاع مستعد يحمل ويموت في سبيل المراجل والشجاعة، لكن هذا الشجاع قل له صل 30 سنة أو 40 سنة يقلك والله 3 أيام ما بصلي ما بستطيع ما بيستطيع الصلاة {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها} لكن هوشة وطوشة كل البلد بتهجم بتشوف (؟؟؟...شقد.) يعني واحد ينادي يقل "عليهم. الجبان بيهجم والشجاع بيهجم يعني صح ناس في الصف الأخير ناس في الصف الأول لكن الهوشات الكل بيقدم عليها ما هيه تسلية يعني،
الجهاد ها هنا والجهاد في التبليغ عن الله في ميراث النبوة. ميراث الأنبياء الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "العلماء ورثة الأنبياء" ورثة الأنبياء لأنهم يبلغون عنهم الدين يبلغون الدين إلى الناس ثم إن هذا الأمر ليس مقصوراً على العلماء بل على سائر المسلمين رسول الله قال: "بلغوا عني ولو آية" فأنت حظك من ميراث النبوة على قدر حظك من أهل العلم أنت بتعرف قل هو الله أحد اشتغل في قل هو الله أحد. بتعرف مثلاُ الدعاء بعد الصلاة تعلم الناس الدعاء بعد الصلاة. أنت تعرف ان تدعو الناس إلى الصلاة وتدعوهم إلى الصيام تدعوهم إلى المر بالمعروف إلى النهي عن المنكر ولا تعلم أشياء مفصلة أنت يمكنك أن تدعو الناس على قدر ما تعلم ثم تدعوهم إلى الدين بالجملة وإلى التقوى وإلى مخافة الله هذه قضية لا تحتاج إلى كبير علم يعني. تقول للناس اتقوا الله خافوا من الله استحوا من الله هذه قضية لا تحتاج إلى كثير علم فأنت قدرك أو حظك من ميراث النبوة على حظك من العلم. هذه ناحية والناحية الأخرى حظك من ميراث النبوة على قدر جهدك في مجاهدة النفس والهوى وأعداء الدين في طاعة الله رب العالمين هذه القضية قد تكون في غير العلماء أكثر من العلماء. يعني ممكن يكون الإنسان عالم تحرير يقعّد القواعد ويفرع الفروع ويفهم الأصول ويعرف كيف يستنبط وكيف يجتهد لكنه لا يستطيع أن يواجه الظالمين لا يستطيع لكن إنسان بسيط علمه بسيط لكنه شجاع يستطيع أن يواجه الظالمين فهذا له حظ من ميراث النبوة على قدر جلده في الصبر على الحق. الأمام أحمد بن حنبل عندما سجن وهو إمام الأمة يعني كان في السجن أحد السّراق أو العصاة موجود ومعاقب بالسجن وشاف الإمام خايف من القتل والضرب الإمام مش وجه بهدلة مش متعود على المسخ أما السّراق طول النهار بينجلد فاهم الشغلة يعني قال: يا إمام إنما هو السوط الـأول ثم لا تشعر أين تقع الباقي ما تخافش يعني بس (أول واحدة تحملها؟؟؟...) شوف أجا هذا الرجل عنده جلد في هذه القضية صار ينصح في الإمام، الأئمة يعني زي بعض الناس في هذا الفن لأن هذا ضرب ساروا فيه وعرفوه. لأن بعض الناس يحملون الدين وهم أهل علم لكن لا يثبتون في الفتن، بعض الناس علمهم قليل لكنهم يثبتون في الفتن يثبتون أمام الظلمة يصبرون يكابدون يجاهدون {وجاهدوا في الله حق جهاده} الجهاد يكون في الله مش الجهاد مشان أثبت أنه صاحب تاريخ نضالي ولا حتى أثبت أنه إنسان على قدر معين إنما أجاهد لأجل الله هذا هو الذي طلبه الله. كل جهاد ليس لله خداج {هباء منثورا} عند الله لا ينفع.
لذلك فإن ربنا عندما قال {فإنما عليك البلاغ} يعني هذه قضية مهمة جدا قضية ميراث النبوة يعني هذه مهمتك يعني ربنا حدد في هذه الآية للأنبياء والأولياء وأتباع النبيين مهمتهم. ما هي مهمتهم مع الكفار ومع المعرضين ومع المشركين ومع الأميين؟ البلاغ. يعني ما بيصير تسكت ما بيصير عندك حق ينبغي أن تبينه. {كنتم خير امة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله} فإذا أنت عطلت وظيفة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد عطلت البلاغ وفي هذه الآية الله عز وجل يصف المسلمين أن ميراث النبوة الذي هم أمناء عليه، ينبغي أن يبلغوه للناس وأن يجاهدوا أنفسهم وأهواءهم وأن يجاهدوا صفوة الكافر المجرم جهاداً لا ينبغي أن تلين قناتك وأنت تحمل الحق لأن الذي يحمل الحق فلا بد له من أعداء يعني إما رأيت عالماً من العلماء ليس له أعداء كل الناس بتحبه على كافة توجهاتهم هذا ما بيكون من أهل من ميراث النبوة. العالم الحق ينبغي أن يكون له أعداء في المجتمع، ربنا بيقول {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين} كل نبي له أعداء من المجرمين لأنه يريد أن يذهب سلطانهم. المجرم يعني إن كانت علاقتك مع المجرم علاقة طبيعية فأنت مجرم مثله. إذا استقامت الأمور بينك وبين المجرمين يعني أمورك صارت تمام أنت وياهم الوضع تمام الموج لا يختل، يعني فيه استقرار فيه اطمئنان أنت والمجرمين (حوض ولوض؟؟) كما يقال بالتعبير العامي معناته أنت مجرم ولو أنك إمام المسجد، ما بينفعك أنك تكون إمام المسجد وأنت صاحب المجرمين. هذه القضية اليوم، قضية البلاغ عن الله وحمل الدين قد لا يلتفت إليها كثير من المسلمين، كثير من المسلمين بيقول هذه ليس مهمتي، هذا ليس عملي أنا لا علاقة لي بهذا أنا الحمد لله أصلي وأصوم وأزكي واحج، لا يا عمي صلي وصوم وزكي وحج ولازم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وبلغ عن الله وتكلم عن الله عظم الله الذي تصلي له ولا تعظم أعداءه لا تعظم من أشركوا بالله مالم ينزل به سلطاناً.
الإسلام استسلام لله مش مفاصلة مش اتفقت معك على 10 هي عشرة الاستسلام مافيش عشرة أو خمسة. فيه تبذل نفسك لله. {قل إن صلاتي ونسكي ومحياي لله رب العالمين} نحن اليوم كثير من الناس ولله المثل الأعلى بيفاصلوا رب العالمين. شو يعني رب أنا سويت اللي علي. ويم الله يبتليه يا ربي أنا شو سويت انت ابتليتني يا رب شو عملت بيقول لربه شو سويت أنا يعين زدتها علي يعني كأنه ربنا ما حسبش منيح ولله المثل الأعلى هذه جرأة على الله. الاستسلام لله معناه أنك تبذل لله عزو جل من غير حساب. ومن غير حدود تبذل ما تستطيع ثم تعتذر إلى الله على التقصير قله يا رب هذا ما استطعت أن أبذله من أجلك وأنا مقصر وأنا يا رب أويت إليك فاغفر لي ذنب يا رب إني قصرت فتجاوز عني يا رب لانت قناتي فقوني يا رب أعني على قول الحق يا رب أعطني جلداً وصبراً وثباتاً على قول الحق يا رب علمني واهدني وأرشدني وفهمني حتى أنطق بالحق هكذا ينبغي أن تكون مذعناً لله رب العالمين لا متفلسفاً متفذلكاً مستعلياً باغياً طاغياً لا يليق بك هذا أيها المسلم المؤمن الذي أراد أن يكون له في ميراث النبوة حظ عظيم.
هذا الأمر أيها الأخوة تحتاجه الأمة اليوم. الأمة اليوم في حيرة عظيمة وفي تيه، الفاسدون طغوا فيها والعملاء استأسدوا وأذنابهم علت أصواتهم وأهل الحق تعب كثيرهم واستكان كثير منهم واليوم الدين لم يعد له نصير إلا الله عز وجل ثم ضعف المسلمين، فلابد أن يشمر كل مسلم عن ساعد الجد ويأوي إلى الله ويستعين بهم ويعتمد عليهم ويناجيهم في أوقات المناجاة وأعظمها وقت السحر يناجي الله عز وجل أن يلهمه أن يكون مع الصادقين الصابرين الموقنين الثابتين على الحق المبلغين عن الله أهل ميراث النبوة.
اللهم رب العالمين رب العرش العظيم رب السماوات والأرض وما بينهما ربنا لك الحمد في كل حال وعليك التكلان أنت ربنا ورب العالمين ونحن عبيدك الأذلاء بين يديك توكلنا يا مولانا عليك فأنت تملك نواصينا تملك آجالنا وأقدرانا وأحوالنا. استجرنا يا مولانا بك وأجرنا بك أمة المسلمين. اللهم أجرنا وانصرنا واغفر لنا وتب علينا. وتول يا مولانا أمرنا اللهم إنا نسألك أن تعلمنا وأن تفهمنا وأن تثبتنا وأن تصد عنا المجرمين. يا رب إن المجرمين كثروا وطغوا وعربدوا وقتلوا وسفكوا الدماء واستباحوا الحرمات، وأنت يا ربنا مولانا ولا مولى لنا سواك. اللهم أنزل مهابة المؤمنين في قلوب هؤلاء الظلمة وانصر المسلمين عليهم يا رب العالمين. دبر لنا يا مولانا فإنا ضعفة لا نملك من أمرنا شيئاً لا نملك إلا اللياذ بك والاعتماد عليك. بك يا مولانا نحاول وبك يا ربنا نجادل وبك يا رحمن نصاول وبك يا ربنا نقاتل، اللهم انصرنا على أنفسنا وعلى شياطيننا وعلى القوم الكافرين. اللهم إنا نسألك خشوعاً دائماً في قلوبنا لا يبرحها، يا رب العالمين. ونسألك ذلة لنا بين يديك وعزة لنا على الكافرين يا رب العالمين. اللهم أنا نسألك أن تكتبنا عندك من عبادك المخلَصين. وأن تجعلنا من أهل العليين. اللهم اجعلنا من أهل الفردوس الأعلى يا رب العالمين. اللهم اجعلنا في صحبة النبيين الأخيار وفي صحبة أوليائك الأخيار يا رب العالمين. اللهم لا تخزنا في هذه الدار ولا يوم يقوم الأشهاد يا رحمن يا رحيم، اللهم اقبلنا وتولنا واعف عنا وعافنا وتولى أمرنا وأحسن يا مولانا خاتمتنا في الأمر كله وصلى الله وسيلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين بارك الله فيكم وأحسن إليكم وغفر لكم والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته.
| #قناة_الواقية : انحياز إلى مبدأ الأمة |